وبعد، فإن الله تعالى، قد قال:
إنه هو الذي تاب على النبي آدم، ولكنه لم يصرح بتوبة النبي
آدم «عليه السلام».
وحتى لو كانت هناك توبة من النبي آدم، فإن
هذه التوبة لا تعني الإقلاع عن المعصية، عن ندم، وتصميم على عدم العود.
بل هي هنا بمعنى الالتجاء إلى الله سبحانه، القادر على
مد يد العون،
فإن
المشكلات التي يواجهها قد أكدت حاجته إلى التسديد والرعاية الربانية.
فمن الطبيعي أن يعود النبي
آدم «عليه السلام» إلى ربه الرحيم،
وأن يخشع، ويخضع له، ويطلب منه، وهو
الغني الكريم، والرؤوف الرحيم،
أن يعود عليه بالإحسان،
والفضل،
والهداية.
فاستجاب الله سبحانه له، وأمده بالرزق، وبالدواء، وفتح
له أبواب الرحمة والهداية إلى كل ما يفيد في سد الخلل، ورفع النقص،
ودفع العجز.
وقد كان ذلك كله قبل أمر الله تعالى له بالهبوط، وأما
لو كان المراد بالتوبة هو ما يقولونه، فلا معنى لعقوبة النبي آدم
بإهباطه من الجنة، لأن الله قد صرح بأنه قد تاب عليه، وأنه قد أعطاه
الهداية أيضاً.. قبل إهباطه، فإهباطه بعد أن تاب الله عليه، يعطينا أن
المراد، بالتوبة هو ما قلناه.. وليس ما قالوه..
|