صفحة :   

التوبة عند العلامة الطباطبائي رحمه الله:

وقد استدل العلامة الطباطبائي «رحمه الله» على أن التوبة ليست عن ذنب بما ملخصه:

أن التوبة هي الرجوع من العبد، فإذا تاب عليه مولاه، فإن الذنب يصبح كلا ذنب، فيتعامل معه، وكأن شيئاً لم يكن. مع أن آدم «عليه السلام» لم يرجع إلى الجنة، فما معنى القول بأن الله قد تاب عليه، وعادت الأمور إلى حالتها الأولى، وكأن شيئاً لم يكن؟!..

فذلك يدل على أن التوبة ليست عن معصية، وعلى أن الخروج من الجنة لم يكن عقوبة له، بل كان أمراً تكوينياً، كاستتباع السم للقتل، والنار للإحراق([1]).

ونقول:

إن ذلك لا يكفي دليلاً، إذ قد يكون هناك توبة عن ذنب ما، ثم لا ترجع الأمور إلى حالها الأول، وذلك بسبب أن للمعصية نفسها آثاراً تكوينية، كشرب الخمر الذي يحدث قروحاً في المعدة، أو أمراضاً أخرى، فإن التوبة منه، وقبول هذه التوبة من الله إنما يعني مجرد رفع العقوبة، ولا يعني لزوم أن يشفيه الله سبحانه من تلك القروح أو الاختلالات، أو الأمراض التي نشأت عن شرب الخمر.

ولأجل ذلك نقول:

إن ما ذكرناه هو الأقرب إلى القبول..


 

([1]) راجع: تفسير الميزان ج1 ص136.

 
   
 
 

موقع الميزان