صفحة :   

المغفرة:

ولا بأس بأن يطلق على هذا الستر المطلوب من قبل النبي آدم وزوجه بإلحاح، وبحرص: أنه مغفرة، فالمغفرة، في عمق معناها، هي الستر..

ثم لا بأس بأن يتوجه النبي آدم «عليه السلام» بطلب تلك المغفرة، وذلك الستر الشامل، إلى الله تعالى الغني القادر على كل شيء.

وإن من تجليات قدرته تعالى أن يسخر مخلوقاته كلها ـ كل بحسب ما يناسبه ـ في سبيل سد كل خلل، ورفع كل نقص، وأن يساعد آدم على إنجاز هذا المهم الذي سيرافقه ويرافق ذريته إلى أن تقوم الساعة. وهذه المساعدة على انجاز هذا المهم على أتم وجه.. إنما تأتي من منطلق حبه له، ورحمته تعالى به: ﴿تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا﴾..

ومن أهم مفردات هذه المعونة، الهداية الإلهية المنسجمة مع كل نواميس الكون وسننه التي أودعها سبحانه فيه، وهو الأعلم بدقائق صنعه، وهو بديع السموات والأرض. الرحمن الرحيم، ولأجل ذلك نجد الله تعالى يقول: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾..

 
   
 
 

موقع الميزان