أضف إلى ذلك:
أن أكثر من 320 رواية منها تنتهي إلى السياري، فاسد
المذهب والمنحرف، والغالي الملعون على لسان الصادق «عليه السلام»،
والمطعون فيه من قبل جميع الرجاليين.
وأكثر من600 من مجموع الألف عبارة عن مكررات، والفرق
بينها، إما من جهة نقلها من كتاب آخر، مع وحدة السند، أو من طريق آخر..
وغير هذين القسمين؛ فإن أكثر من
مئة حديث منها عبارة عن قراءات مختلفة، أكثرها عن الطبرسي في مجمع
البيان.. كما أن أكثرها مشترك نقله بين السنة والشيعة، ولا سيما
بملاحظة: أن الطبرسي يروي عن رجال أهل السنة، كقتادة، ومجاهد، وعكرمة،
وكثير غيرهم وما تبقى؛ فإنما هو روايات قليلة جداً لا تستحق الذكر
والالتفات([1]).
هذا كله..
عدا عن أن قسماً من أخبار التحريف، منقول عن علي بن أحمد الكوفي، الذي
وصفه علماء الرجال بأنه كذاب، فاسد المذهب([2]).
وقسم آخر منقول عن آخرين ممن يوصف بالضعف، أو
بالانحراف، كيونس بن ظبيان، الذي ضعفه النجاشي، ووصفه ابن الغضائري
بأنه:
«غالٍ، كذاب، وضاع للحديث»([3]).
ومثل منخل بن جميل الكوفي، الذي يقولون فيه: إنه غال،
منحرف، ضعيف، فاسد الرواية.
ومثل محمد بن حسن بن جمهور، الذي هو غال، فاسد المذهب،
ضعيف الحديث..
وأمثال هؤلاء، لا يصح الاعتماد على رواياتهم في أبسط
المسائل الفرعية، فكيف بما يروونه في هذه المسألة، التي هي من أعظم
المسائل، وأشدها خطراً، وعليها يتوقف أمر الإيمان، ومصير الإسلام.
ولا بد من دراسة وافية لمعرفة السبب، الذي دعا الغلاة
وفاسدي المذهب للقيام بهذا الدور الهدام، في مجال إلصاق هذه الفرية
بالقرآن الكريم.
ولا شك أن ذلك مما تقرّ به عيون الزنادقة، ويبتهج له
مردة اليهود والنصارى، ويشجعونه، ويُشِيعونه، ما وجدوا إلى ذلك
سبيلاً..
وبديهي أن الغلاة ليسوا من الشيعة،
ويتجنبهم الشيعة، ويكفّرونهم، فلا يصح نسبة بدع الغلاة وترهاتهم إلى
الشيعة، كما ذكره الزرقاني([4])،
ورحمة الله الهندي «رحمه الله»».
إلى هنا تنتهي عبارة كتاب حقائق هامة حول القرآن..
وبعد ما تقدم نقول:
2 ـ
إن من يقول: إن ﴿بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾،
ليست آية قرآنية في جميع السور (الموجودة في فواتحها) حتى سورة الفاتحة
وإنما كتبت للفصل والتبرك.. كما عند فريق عظيم منهم..
أو يقول:
هي جزء من سورة الفاتحة فقط كما عند الفريق الآخر ـ إن
من يقول ذلك ـ هو قائل بتحريف القرآن بالزيادة فيه قطعاً، حتى لو أنكر
ذلك لفظاً..
3 ـ
ما رأيكم في صحابي، كابن مسعود، كان يقول ـ حسب روايتكم ـ : إن
المعوذتين ليستا من القرآن؟!..
4 ـ
لقد روى البخاري وأحمد ومسلم وأبو داود و.. و.. ما يدل على أن النبي
«صلى الله عليه وآله» ينسى بعض آيات القرآن([5])..
5 ـ
هناك رواية([6])
عن عمر: لولا أن يقول الناس إن عمر زاد في كتاب الله لكتبت آية الرجم
بيدي.. قال ابن عبد الشكور: هذا ثابت بطرق لا يبعد أن يدعى التواتر([7]).
6 ـ
هناك رواية أكل الداجن للصحيفة حين موت رسول الله «صلى الله عليه وآله»
وكان فيها آية الرجم ورضاع الكبير([8]).
7 ـ
عن عائشة كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات، فنسخن بخمس معلومات،
فتوفي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهن فيما يقرأ من القرآن([9]).
8 ـ
وهناك سورتا الخلع والحفد، وقد كانتا في مصحفي أُبي، وابن مسعود وابن
عباس. وقد روي ذلك بسند صحيح([10]).
وأخيراً..
فهناك العديد من الآيات المدّعاة التي تزاد في الآيات وكذلك الكلمات،
قد وردت في روايات رواها البخاري وغيره. فراجع كتاب حقائق هامة لتجد
التغيرات الكثيرة في ذلك..
وأكتفي بهذا المقدار، الآن تاركاً أمر القرار إليك
بمتابعة هذا الموضوع بعمق، أو الاكتفاء بهذا المقدار..
ب ـ
وأما حديثك عن روايات الشيعة. فإنها ـ في الأكثر ـ روايات تفسيرية يراد
بها إفهام المعنى على طريقة التفسير المزجي..
وقد يكون هذا التفسير منزلاً أيضاً ـ لكنه ليس بقرآن ـ
تماماً كالحديث القدسي، فإنه منزل أيضاً لكنه ليس بقرآن..
وقد يكون الحديث عن التحريف ناظراً إلى تحريف المعنى،
وقد روي قولهم «عليهم السلام»، عن القرآن: أقاموا حروفه، وحرّفوا
حدوده..
([1])
هذه الإحصائية استخرجها لنا الأخ الشيخ رسول جعفريان، وهي
بالإضافة إلى كثير مما ذكرناه حول فصل الخطاب، مذكورة في
أكذوبة تحريف القرآن ص68 ـ 71.
([2])
البيان لآية الله الخوئي ص246.
([3])
راجع: رجال النجاشي ص265.
([4])
مناهل العرفان ج1 ص273 و274.
([5])
راجع: صحيح البخاري3/150 وج2 ص167 ومسند أحمد 6/62 و138 وسنن
أبي داود ج2 ص31 وكنز العمال عن البخـاري ومسـلم وأحمد وأبي
داود.
([6])
البخاري ج4 ص152 و153 و115 وصحيح مسلم 5/166 وسنن الدارمي ج2
ص179 والترمذي والحاكم وعشرات المصادر الأخرى، كما في كتاب
حقائق هامة حول القرآن ص346 و347.
([7])
فواتح الرحموت (بهامش المستصفى) ج2 ص73.
([8])
حقائق هامة حول القرآن الكريم ص335.
([9])
المصادر في حقائق هامة ص332.
([10])
المصادر في حقائق هامة ص329.
|