وختاماً
نقول:
إن
مسألة العزاء والمواساة والجزع على الإمام الحسين عليه السلام وما
يمثله من الحضور الدائم، لهذه الشخصية في الوجدان الإنساني،
له أثر عظيم في دفع هذا الإنسان
باتجاه العمل،
والسير نحو الهدف الأسمى،
الذي ضحى
لأجله
عليه السلام بكل ما لديه،
وبأغلى ما يملك.
وله أثر
عظيم
أيضاً
في ربط الإنسان عاطفياً،
ووجدانياً،
وإنسانياً بأهل البيت عليهم السلام، وتفاعله مع قضاياهم، وتسليمه لهم
بكل وجوده، وبكل مشاعره وأحاسيسه،
فيحزن لحزنهم،
ويفرح لفرحهم..
وهل
أعظم من واقعة كربلاء مناسبة يعبر فيها الإنسان عن هذا الارتباط،
وتلك العلاقة بهم عليهم السلام؟
وقد
يكون التعبير عن هذا الحزن والجزع بأشكال وطرق مختلفة،
يظهر من خلالها ذلك
الشعور الإنساني،
الفطري،
المرتكز إلى قداسة الأهداف،
وإلى
مقام من ضحى من أجله، ومعرفة
منازل كرامته، وقداسة شخصيته، وحساسية موقعه من هذا
الدين.
|