وقد
جاءت الأوامر الشرعية لتعطي الإنسان فسحة ومجالاً
واسعاً،
من خلال تسجيل الأمر بإقامة العزاء على عناوين عامة، مثل: «أحيوا
أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا».
حيث
تركت
لكل إنسان،
الحرية في اختيار الأسلوب والطريقة التي تناسبه،
بشرط أن يكون ذلك وفق أحكام الشرع، وحيث لا يصاحب ذلك أية مخالفة أو
إساءة، فإنه لا يطاع الله من حيث يعصى..
فالإنسان هو الذي يختار، كل حسب حاله، وظرفه، وخصوصيته.
فأحياها
الشاعر بشعره.
وأحياها
الأديب بنثره.
وأحياها
ثالث بإقامة مجالس العزاء.
ورابع
آثر أن يسقي الناس الماء،
ليذكرهم بعطش الحسين
عليه السلام.
وخامس
علق
قطعة
سوداء على الطريق العام.
وسادس
نظم مسيرة تحمل فيها الشموع في ليالي عاشوراء.
وهكذا..
تستمر قائمة وسائل التعبير تتنامى
وتتكاثر
باطراد..
وكان
منها
تنظيم المواكب
مِن قِبَل مَن
آثر
أن يعظم شعائر الله، ويحيي أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم، بطريقة
جرح رأسه بآلة حادة, أو آثر ضرب ظهره بالسلاسل، أو اللطم في المواكب
والمجالس.
وقد
حاول كثير من المخالفين لأصل إحياء ذكرى عاشوراء، تهجين هذه المراسم،
والتنفير منها،
والتشكيك بمشروعيتها،
رغم وجود فتاوى
لأكثر
مراجع الأمة في هذه العصور المتأخرة بالمشروعية..
وإذا
كان ثمة من تحفظ، فإنما هو في الموارد التي يلزم فيها عكس ما قصد
منها.. كالموارد التي تؤدي إلى صد الناس عن الحق.. وتضييع فرصة الهداية
عليهم..
|