صفحة :   

فلسفة الدخول تحت الكساء :

قال الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمه الله»:

«ثم غشّاهم ونفسه بذلك الكساء، تمييزاً لهم عن سائر الأبناء، والأنفس، والنساء.

فلما انفردوا تحته عن كافة أسرته، واحتجبوا به عن بقيّة أمته، بلّغهم الآية، وهم على تلك الحال، حرصاً على أن لا يطمع بمشاركتهم أحد من الصحابة والآل، فقال مخاطباً لهم، وهم معه في معزل عن كافة الناس: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً([1])».

وكلامه هذا «رحمه الله» تعالى، هو الحق الذي لا محيص عنه، ولا مفر ولا مهرب منه. ولا يصح ما قاله الدهلوي المعروف بتعصبه المقيت، ومجانبته للحق والصواب حيث عكس الأمر، وحاول التمويه والتشويه، حين قال:

«إنما يدل التخصيص بالكساء على كون هؤلاء المذكورين مخصصين، إذا لم يكن لهذا التخصيص فائدة أخرى ظاهرة. وهي هنا دفع مظنة عدم كون هؤلاء الأشخاص في «أهل البيت»، نظراً إلى أن المخاطب فيها هن الأزواج فقط»([2]).

ونقول:

إن هذا الكلام لا يصح، وذلك لما يلي:

1 ـ قد عرفنا في الفصل الثاني من هذا الكتاب أنه «صلى الله عليه وآله» قد أخرج أم سلمة، وعائشة، وزينب عن أن يكنّ في جملة «أهل البيت».

2 ـ قد عرفنا: أن صدق عبارة «أهل البيت» على الزوجات غير واضح، بل لقد أنكره زيد بن أرقم.

ويستفاد ذلك أيضاً من استفهام بعض الزوجات وسؤالهن الرسول «صلى الله عليه وآله» عن ذلك.

3 ـ لماذا حرص النبي «صلى الله عليه وآله» على إدخال خصوص أصحاب الكساء في أهل بيته، ولم يدخل العباس، ولا عقيلاً، ولا أولادهما، ولا غيرهم من أقاربه.

4 ـ إن إرادة الزوجات من آية التطهير، وخطابهن بها، لا يناسب سياقها، حسبما قدمناه مشروحاً فيما سبق من فصول.

إلى غير ذلك مما تقدم وسيأتي مما يوضح بصورة قاطعة: أن كلام الدهلوي ما هو إلا مكابرة فاشلة، لا تستند إلى أساسٍ علمي صالح. فكلام الإمام شرف الدين هو الأولى، والأعلى.


 

([1]) الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء (مطبوع مع الفصول المهمة) ص205 وراجع الأصول العامة للفقه المقارن ص156.

([2]) مختصر التحفة الاثني عشرية ص152.

 
   
 
 

موقع الميزان