قال بعض العلماء:
«هل المراد من إذهاب الرجس عن «أهل البيت»
هو دفع الرجس أو رفعه؟! فإن كان الأول، فالزوجات خارجات عن حكم الآية؛
فإن أكثرهن ـ إن لم يكن كلهن ـ كن في الرجس قبل الإسلام.
وإن كان الثاني، فلا محيص من القول بخروج رسول الله
«صلى الله عليه وآله» عن حكم الآية، فإنه لم يكن فيه الرجس أصلاً، لا
قبل البعثة ولا بعدها؛ باتفاق الأمة الإسلامية قاطبة.
مع أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» داخل في حكم
الآية قطعاً بالاتفاق، فلا يمكن القول بخروج رسول الله «صلى الله عليه
وآله» عن حكمها.
فثبت الأول وانتفى الثاني، وخرجت
الزوجات عن حكم الآية قطعاً»([1])
انتهى.
وقد كان من المناسب لهذا الكاتب أن
يضيف إلى ذلك:
أن بعض نساء النبي «صلى الله عليه وآله» ـ كعائشة ـ كانت بعد نزول
الآية تبغض أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى حد أنها كانت لا تحب أن
تذكره بخير أبداً، كما قاله ابن عباس([2])،
مع وجود النهي القاطع من رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن بغضه «عليه
السلام».
كما أنها قد خرجت عليه، وهو إمام
زمانها، الذي قال فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله»: حربك حربي([3])،
وقتل بسبب ذلك ألوف من المسلمين الأبرياء. وخالفت بذلك أمر الله سبحانه
لها بالقرار في بيتها.
هذا كله عدا عن تظاهرها هي وحفصة على رسول الله «صلى
الله عليه وآله»، حتى أمرهما الله تعالى بالتوبة من ذلك وخاطبهما تعالى
بقوله: ﴿إِنْ
تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾،
ثم ضرب الله لهن مثلاً، بامرأة نوح وامرأة لوط.
فكل ذلك يدل على أنها لم تكن محط نظر الآية الشريفة
أعني آية التطهير، وإلا لكانت قد حفظت نفسها عن الوقوع في تلك المزالق
والمهالك، كما هو معلوم.
([1])
تعليقات السيد محمد علي القاضي الطباطبائي على جوامع الجامع
(هامش) ص372 على ذلك الكتاب.
([2])
الطبقات الكبرى ج2 ص232 ومسند أحمد ج6 ص34 و228 والجمل للمفيد
ص82 و 83 وأنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه
وآله») ص544 و 545 وراجع: الإرشاد للشيخ المفيد ص107. ومختلف
الكتب التي تتحدث عن صلاة أبي بكر بالناس.
([3])
ينابيع المودة ص55 و130 والمناقب للخوارزمي ص76.
|