الدليل الضعيف ماذا يعني؟!:
ينظر إلى الدليل الضعيف من زاويتين:
إحداهما:
من حيث منشأ الضعف، حيث يكون سبب ذلك ـ أحياناً ـ قصوراً أو تقصيراً من
المستدل، إذا كان قليل البضاعة في العلم، أو يعاني من محدودية أو قصورٍ
في الفهم، أو من قلة التتبع، فيما يطلب فيه التتبع والاستقصاء، وما إلى
ذلك.
وقد يكون الضعف ناشئاً عن سوء نية، وخبث طوية، إذا كان
يريد أن يشنع على خصومه، وأن يظهرهم بصفة من يتشبث بالطحلب، وبما هو
أوهى من خيط العنكبوت، فينحلهم أدلة واهية وزائفة كيداً منه لهم،
وبغياً منه عليهم.
وقد يكون هدفه من هذا الاستدلال أو التعليل الذي ينحلهم
إياه أن يُلزمَهم بما لا يلتزمون به، ولا يقبلونه، ولا ينسجم مع أصول
تفكيرهم واعتقاداتهم.
الثانية:
من حيث الأثر، إذا كان الاستدلال الضعيف والسخيف، سبباً في أن يفقد
الإنسان الغافل ثقته بعلمائه وبما لديه من رصيد علمي، فيتركه جانباً
ليبدأ البحث عن البديل. ويقع في التيه، فيأتي المترصدون له، بصورة
المنقذ والمخلص، فيدخلونه في ظلماتهم، ويغرقونه في بحور ترهاتهم
وجهالاتهم، ويرهقونه بأضاليلهم وأقاويلهم. ومن أين له الخلاص والمناص؟!
وكيف؟! وأنى؟!
من أجل ذلك، كان اللازم التصدي لكشف الحق، وفضح الباطل،
ليحق الله الحق بكلماته.
﴿بَلْ
نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ
زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾([1]).
([1])
الآية 18 من سورة الأنبياء.
|