قد علل البعض دخول علي «عليه
السلام» في أهل الكساء بمعاشرته لفاطمة بنت النبي «صلى الله عليه
وآله»، ثم ملازمته ومعاشرته له «صلى الله عليه وآله»([1]).
ونقول:
1 ـ
لا ندري متى أصبحت المعاشرة بمجردها سبباً لاستحقاق هذا الوسام العظيم،
الذي هو أسمى الأماني، وغاية الطموحات؟! وما هو الدليل الذي دل على
ذلك؟!
2 ـ
لقد نصت الروايات التي ذكرناها في فصل سابق على خروج زوجات النبي «صلى
الله عليه وآله»، مع أن عشرتهن له «صلى الله عليه وآله»، وكونهن دائمات
الحضور في بيته مما لا يرتاب فيه أحد.
أضف إلى ما تقدم:
أن هناك من كان يخدم في بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» وله حضور
فيه، فلماذا لا يدخلونهم أيضاً؟!
كما أن طول المعاشرة لم يفد ابن نوح «عليه السلام» فقد
جاء في القرآن: ﴿وَنَادَى
نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ
وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾([2]).
والحقيقة هي:
أن الهدف من طرح أمثال هذه الدعاوى: القرابة، والعشرة، وما إلى ذلك، هو
صرف النظر عن حقيقة امتياز هؤلاء الصفوة عن كل من عداهم، في الفضائل
وخصال الخير، وكل ما هو جميل ونبيل.
([1])
راجع: إسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص108 عن
القسطلاني على البخاري، نقلاً عن الخطيب والرازي والتفسير
الكبير ج25 ص209 وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج22
ص10.
([2])
الآيتان 45 و46 من سورة هود.
|