قال الهيثمي: «ابتدأت بإنما
المفيدة لحصر إرادته تعالى في أمرهم على إذهاب الرجس، الذي هو الإثم
والشك فيما يجب الإيمان به عنهم وتطهيرهم من سائر الأخلاق والأحوال
المذمومة»([1]).
وقال أيضاً:
«وحكمة ختم
الآية بـ «تطهيراً»
المبالغة في وصولهم لأعلاه، وفي رفع التجوز عنه، ثم تنوينه تنوين
التعظيم والتكثير، والإعجاب المفيد إلى أنه ليس من جنس ما يتعارف
ويؤلف.
ثم أكد «صلى الله عليه وآله» ذلك
كله بتكرير طلب ما في الآية له بقوله: «اللهم هؤلاء أهل بيتي إلى آخر
ما مر. وبإدخاله نفسه معهم في العد؛ لتعود عليهم بركة اندراجهم في
سلكه، بل في رواية: أنه اندرج معهم جبريل وميكائيل، إشارة إلى عليّ
قدرهم. وأكده أيضاً بطلب الصلاة عليهم»([2]).
ثم ذكر طائفة من النصوص حول ذلك.
ونحن وإن كنا نوافقه على ما قال، إلا أن لنا على كلامه
ملاحظة هي:
إن قوله «ثم أكد النبي «صلى الله عليه [وآله] وسلم» ذلك
كله بتكرير طلب ما في الآية لهم الخ..» يشير به إلى الروايات التي
تقول: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دعا الله أن يذهب الرجس عن أهل
الكساء، ويطهرهم تطهيراً..
والسؤال هنا هو:
لماذا لم يشر أيضاً إلى أن آية التطهير قد نزلت في هذه المناسبة إجابة
لدعائه «صلى الله عليه وآله»، وتلبية لطلبه. كما نصت عليه الروايات
الأكثر عدداً؟!
ولماذا لم يشر أيضاً إلى الروايات التي تصرح بأنه «صلى
الله عليه وآله» بقي أشهراً عديدة يأتي إلى باب فاطمة «عليها السلام»
كل وقت صلاة، ويتلو آية التطهير. بل في بعض النصوص: أنه قد استمر على
ذلك إلى أن توفاه الله تعالى؟!.
لا ندري، ولعل الفطن الذكي يدري!!.
([1])
الصواعق المحرقة ص142 و143.
([2])
الصواعق المحرقة ص143.
|