واستدلوا على دخول النساء في آية
التطهير:
باحتمال اللفظ للأزواج والنساء؛ فيكون المراد الجميع([1]).
والعقل يخصص «البيت» باعتبار العرف
والعادة. بمن يسكنون في البيت، لا بقصد الانتقال، ولم يكن التبدل
والتحول جاريين عادة فيهم، كالأزواج والأولاد، دون العبيد والإماء،
الذين هم في معرض التبدل والتحول من ملك إلى ملك([2]).
ونقول:
إننا بالإضافة إلى ما قدمناه من الشك في أن يكون لفظ «أهل
البيت»
صادقاً على الزوجات؛ فلا نحرز وجود العموم من الأساس..
وإلى وجود الروايات المتواترة، والمصرحة أو المشيرة إلى
خروج الزوجات عن مفاد الآية..
وإلى أن إرادة بيت السكنى في الآية لا شاهد له، بل
الشاهد موجود على أن المراد هو بيت النبوة.
نعم إننا بالإضافة إلى ذلك كله نقول:
إن مجرد احتمال اللفظ للأزواج والنساء ـ لو سلم ـ فإنه
لا يكون دليلاً على إرادة الجميع، إلا إذا لم تقم القرائن الأخرى ـ
داخلية كانت أو خارجية ـ على تعيين المراد بدقة، وهي هنا قد عينت ذلك
في خصوص أهل الكساء، كما أسلفنا.
ونقول أيضاً:
إن علياً وفاطمة والحسنين «صلوات الله عليهم»، كان لهم
بيت مستقل يعيشون فيه، فلماذا دخلوا في الآية. وأخرج النبي «صلى الله
عليه وآله»، الأزواج في حديث الكساء..
([1])
أحكام القرآن للجصاص ج5 ص230.
([2])
مختصر التحفة الاثني عشرية ص152.
|