صفحة :   

الدليل الثامن: الصلاة على الزوجات:

وقد استدل البعض على إرادة الزوجات من «أهل البيت» بقوله:

«ثبت في الصحيحين عن النبي «صلى الله عليه [وآله] وسلم»: أنه علمهم الصلاة عليه: اللهم صل على محمد، وأزواجه، وذريته»([1]).

ونقول:

بالإضافة إلى الإشكالات التي قدمناها في مختلف المواضع..

وبالإضافة إلى أننا نشك كثيراً في صحة الرواية المشار إليها، لكننا نرجئ البحث في ذلك إلى موضع آخر.

نعم، بالإضافة إلى ذلك نقول:

أولاً: لا ندري كيف دل ما ثبت في الصحيحين على دخول النساء في «أهل البيت»، وهو «صلى الله عليه وآله» لم يصرح ـ لو صح ذلك عنه ـ بهذه الكلمة «أهل البيت» في هذا الحديث أصلاً.

ثانياً: من الواضح: أن الصلاة على الأزواج لا يلزم منها كونهن من «أهل البيت»، فقد ثبتت الصلاة على المؤمنين، ولم يصبحوا بذلك من «أهل البيت»، قال الله تعالى:

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ([2]).

وقال: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ([3]).

وقال تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ([4]).

وقال تعالى: ﴿وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ([5]).


 

([1]) منهاج السنة ج4 ص21.

([2]) الآية 103 من سورة التوبة.

([3]) الآية 43 من سورة الأحزاب.

([4]) الآية 157 من سورة البقرة.

([5]) الآية 99 من سورة التوبة.

 
   
 
 

موقع الميزان