صفحة :   

أهل اللغة ماذا يقولون؟!:

إن أول ما نسجله على الرسالة الأولى التي تبدأ بعبارة: «سماحة علامتنا العلم» هو قوله حول ما ورد تحت عنوان:

أهل اللغة ماذا يقولون؟!:

«والخلل يكمن في أن ما قدمه السيد في هذه الفقرة ليس هو حقيقة ما يقوله أهل اللغة».

ونقول:

ألف: إن ما ذكرناه تحت ذلك العنوان يتلخص في أن كلمة: «أهل» تطلق على الزوجة بالمجاز والعناية، ثم ذكرنا: أن هناك روايتين عن أحمد بن حنبل:

إحداهما تقول: إن الزوجات لسن من «أهل البيت».

وقلنا أيضاً: إن زيد بن أرقم ينكر أن تكون كلمة «أهل البيت» تشمل الزوجة، ويستدل على ذلك بدليل يرتبط بالمعنى المتداول في محيطه، وبما هو من أهل اللسان..

ثم أوردنا بعد ذلك استدلالات وقرائن كثيرة تدل على أن المراد بكلمة «أهل البيت» هو أهل بيت النبوة، لا بيت السكنى.. وأنهم هم خصوص الخمسة أصحاب الكساء..

ب: ثم إنه عاد وقال مباشرة: «وإن تعجب فعجب قوله ص149: قد عرفنا وجود نقاش كبير في صحة إطلاق عبارة «أهل البيت» على الزوجات، فقد صرح بعدم صحة ذلك بعض أئمة أهل اللغة».

ونقل عبارة أخرى أيضاً عن ص131 وفيها أن إطلاق عبارة «أهل البيت» على الزوجات لم يعلم صحته إلا بضرب من التجوز والمسامحة..

ونقول:

أولاً: إن نظرنا إنما هو إلى ما ذكره ابن منظور حول دخول الزوجات في الصلاة على آل محمد.. فإن قوله ذلك يكفي في التشكيك في صحة إطلاق ذلك من الناحية اللغوية.

ثانياً: إن قول زيد بن أرقم، وهو حجة على أهل اللغة، ورواية أحمد بن حنبل، يكفيان للتشكيك في صحة إطلاق كلمة «أهل البيت» على الزوجة من الناحية اللغوية.. وعلى هذا الأساس نقول: إن مؤلفي كتب اللغة هم من المتأخرين، الذين يجمعون استعمالات العرب، للكلمة في المعاني المختلفة، وربما يتمكنون من تحديد المعنى الحقيقي، ويميزونه عن المعاني المجازية، لأجل بعض القرائن وربما يعجزون عن ذلك، أو يخطئون فيه..

فإذا جاء النص والتفريق من قبل أهل اللسان أنفسهم، كان هو المتبع وهو الحجة على المؤلفين في اللغة، وذلك ظاهر لا يخفى..

ثالثاً: إننا سوف نشير (عن قريب) إلى أن أهل اللغة قد أخذوا ذلك من المتشرعة بما هم متشرعة.. والمتتبع لكلمات أهل اللغة يجد أنهم في تفسيرهم للمفردات المرتبطة بمطلب اعتقادي، أو شرعي، يأخذون من علماء مذاهبهم، ما يفسرون به المفردات، فيفسرون كلمة.. بأقوال فقهائهم فيه، ويفسرون كلمة «أهل البيت» في آية التطهير بما يذهب إليه علماؤهم في تفسيرها، وقد نقل نفس هذا المتسائل في رسالته تلك عن ابن منظور: أن أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله»: أزواجه، وبناته وصهره. وقيل: نساء النبي «صلى الله عليه وآله».

ونقل هو نفسه عن تاج العروس، نحو ذلك أيضاً. وهذه هي نفس أقوال علماء أهل السنة في تفسير الآية.

ولعل هذا هو السبب في التجاء الرازي إلى إنكار كون كلمة «إنما» للحصر في آية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ.. فإنه أخذ ذلك من المذهب الإعتقادي لأهل السنة..

 
   
 
 

موقع الميزان