ثم قال:
«ثم إن القرآن الكريم تستعمل فيه كلمة الأهل للدلالة على الزوجة بشكل
كبير، وإليك بعض الآيات الكريمة الخ..».
ونقول:
أولاً:
قد تقدم الجواب عن ذلك، وأن الاستعمال أعم من الحقيقة، فإذا ثبت
الاستعمال المجازي، الذي يظهر المراد فيه بواسطة القرائن، فلا يعني ذلك
إرادة نفس هذا المعنى المجازي في الموارد الأخرى التي لا قرينة فيها،
بل القرينة على خلاف ذلك هي الأظهر، كما هو الحال فيما نحن فيه..
ثانياً:
لو سلمنا ذلك، فإنه لا يفيد في إدخال الزوجات في مفاد آية التطهير، لأن
كلمة «أهل البيت»
هي غير كلمة «أهل»
فالأولى لا تشمل الزوجة في هذه الآية لأدلة وقرائن كثيرة ذكرناها في
الكتاب بخلاف الثانية..
بل يكفينا شاهداً على ذلك بعض طرق حديث أهل الكساء،
وشهادة زيد بن أرقم..
ثالثاً:
إن بعض الآيات التي استشهد بها، ليس فيها دلالة على إرادة الزوجة من
كلمة «الأهل».
وذلك مثل قوله تعالى حكاية عن إبراهيم «عليه السلام»:
﴿فَرَاغَ
إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾([1])..
بل قد يناقش البعض حتى في قصة موسى «عليه السلام» حيث يصعب إثبات إرادة
الزوجة، بصورة قطعية، إلا من خلال الروايات. بل قد يناقش حتى في دلالة
الآيات، التي تحدثت عن أهل لوط «عليه السلام» واستثنت زوجته، على
اعتبار أنه ليس بالضرورة أن يكون الاستثناء في تلك الآيات متصلاً، فإن
الاستثناء المنقطع أيضاً ليس بعزيز..
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، والصلاة
والسلام على خير خلقه وأشرف بريته، محمد وآله الطيبين الطاهرين..
واللعنة الدائمة على أعدائهم ومنكري فضائلهم أجمعين، إلى قيام يوم
الدين..
([1])
الآية 26 من سورة الذاريات.
|