هذا..
وقد حكم البعض على هذه القصيدة أو احتمل كونها منحولة،
وليست من شعر الشريف الرضيّ
«رحمه الله»،
وإنّما دسّها عليه بعض الإماميّة.
ثمّ استدلّوا على ذلك بقولهم:
«لما فيها من العقائد، والليونة التي لا توائم نفس
الشريف».
وقد أوضح ذلك الدكتور الحلو بقوله:
«ولعلَّ
أفضل وسيلة للحكم عليها هي الرجوع إلى قصائد الرضيّ الأخرى في رثاء
الحسين
الخ..»([1]).
ثمّ ذكر موجزاً عن معاني تلك القصائد مع هذه القصيدة
ثمّ قال:
«وقد
استبان من هذا العرض للمعاني، التي وردت
في القصائد الأربع الأولى، والقصيدة الأخيرة:
أنّه لا نسب بين هذه الأربع وبينها فهذه الشكاة التي
تنضح بها القصيدة الأخيرة،
والاستغاثة بالرسول
«صلى الله عليه وآله»،
وخصومته لبني أميّة في الدار الآخرة، ووقوفه موقف المظلوم وتعداد
الأئمة، واعتبارهم الشافين من العمى والشفعاء مع الرسول يوم القيامة،
كل هذا لم نعهده من الرضيّ في رثائه لأبي عبد الله الحسين
«عليه السلام».
وإنّما عهدناه ثائراً، تلمع
نصول
السيوف في شعره، وتتطاول لهاذم الأسنّة، مهدداً بيوم
يجرد فيه الخيل للوغى، لا بالعقاب والحساب
في
يوم القيامة.
أمّا بناء القصيدة..
فإنّ وصف جميعه بالليونة أمر مبالغ فيه، ولكن بعض
أبياتها لين، لا يشبه شعر الرضيّ، مثل قوله:
يــا رسـول الله، يــا فــاطمــة
يــا أميـر الـمـؤمنـيـن المـرتضى
كــيـف لم يـسـتـعجـل الله لهـم
بانقلاب الأرض، أو رجـم السما
لــو بـسـبـطي قيصـر أو هرقـل
فعـلــوا فـعـل يــزيـد مـا عـدا
لـــو رسـول الله يحـيــا بـعــده
قـعــد الــيــوم عـلـيــه لـلـعزا
وظني
الغالب:
أنّ هذه القصيدة مصنوعة ومنسوبة إلى الشريف الرضيّ، أراد صاحبها لها
الذيوع والانتشار في محافل عاشوراء؛ فاجتهد ما وسعه الاجتهاد في أن يضع
عليها ميسم الرضيّ وخانه التوفيق في بناء بعض أبياتها، كما فضحه حشو
القصيدة بعقائد لم يمرن عليها الرضيّ في شعره، ولم ينضح بها قريضه..»([2]).
هذا غاية ما ذكره هؤلاء المشككون أو الجازمون بعدم صحة
نسبة القصيدة إلى السيد الشريف..
([1])
ديوان الشريف الرضيّ، مقدمة الدكتور الحلو، ص164.
([2])
ديوان الشريف الرضيّ، المقدمة، ص170 و171 و172.
|