جميع الناس في البيت سواء:
هذا وقد قرر القرآن الكريم ـ كما صرحت به الآية السابقة
ـ بالإضافة إلى ما تقدّم: أن الله سبحانه، قد جعل بيته والمسجد الحرام،
للناس، كل الناس، سواء العاكف المقيم فيه، أو البادي الذي يحج إليه من
غير أهله وهدى للعالمين. ومن دخله كان آمناً. وقياماً للناس، وهو:
للطائفين والقائمين والركع السجود
ـ
وكل ذلك أيضاً قد صرّحت به النصوص الواردة عن النبي «صلى الله عليه
وآله»، وعن الأئمة الهداة «عليهم السلام»، فليس لأحد كائناً من كان، أن
يمنع أحداً من المسلمين، من أداء مناسكه، وإقامة شعائره. وكل منع وصد
عنه، وكل مضايقة للناس في ذلك، فهو بظلم وتعد توعّد الله عليه بالنكال
والعذاب. فقال:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ
وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً
الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ
نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾([1]).
ويلاحظ:
أن وجود
التنوين في قوله: ﴿بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾،
إنّما هو للإشارة إلى ان هذا الحكم ينسحب على كل ظلم، مهما كان صغيراً
وقليلاً، وبعض الروايات قد أشارت إلى هذا التعميم أيضاً([2]).
([1])
الآية 25 من سورة الحج.
([2])
راجع تفسير الميزان ج14 ص377 عن الكافي.
|