مسؤولية المسلمين تجاه الحرمين الشريفين:
أما بالنسبة لمسؤولية المسلمين تجاه الحرمين الشريفين،
فإن من الواضح: أن الأهمية البالغة لمكة وحساسية موقعها المصيري
والرائد في مستقبل الإسلام، والإيمان والإنسان، حتى على مستوى البشرية
جمعاء ليعطينا: أن أي تجاهل، أو تغافل أو تفريط بمكة وبمستقبلها،
ليعتبر تفريطاً هائلاً وبغيضاً جداً، يمقته الوجدان، وترفضه الفطرة،
ويأباه الفكر والعقل الإنساني، ويراه ضربة مميتة، وخيانة كبرى للدين
والإنسان على حد سواء.
ولسنا بعد هذا بحاجة للتذكير بالمسؤولية الشرعية
الخطيرة، وما يترتب على ذلك من مؤاخذة، وعذاب أليم. فإن ذلك من أبده
البديهيات، وأوضح الواضحات.
ولعل تجاهل بيت الله الحرام، والانصراف عن التفكير
بمصيره وعدم الجدية في العمل على إنقاذه، من الحالة التي انتهى إليها،
لا يمكن إلا أن يكون أحد الموارد التي ينظر إليها التحذير، الذي روي أن
أمير المؤمنين عليه السلام أصدره، حينما قال:
«الله الله، في بيت ربكم، فلا يخلون منكم ما بقيتم،
فإنه إن ترك لم تناظروا، وإنه إن خلا منكم لم تنظروا»([1]).
([1])
مقاتل الطالبين ص39 وراجع: نهج البلاغة الكتاب (بشرح عبده)
رقم47، ج3 ص86، والمعمرون والوصايا ص151، وتاريخ الأمم والملوك
حوادث سنة 40هـ، ج5 ص148 والكافي ج7 ص51 وتحف العقول ص198 ومن
لا يحضره الفقيه ج4 ص190 والمناقب للخوارزمي ص278 والبداية
والنهاية ج7 ص328 وكشف الغمة ج2 ص58 وعنهم في مصادر نهج
البلاغة ج3 ص380 و381.
|