الآية الثانية

   

صفحة :   

الآية الثانية:

قوله تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾([1]).

ولا نريد أن نستدل بذيل الآية، وإنما نريد أن نشير إلى ما فهمه المفسرون من قوله تعالى: ﴿وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ حيث جعل إخراجهم من مكة في مقابل إخراجهم للمسلمين منها، عملاً بمبدأ المقابلة بالمثل، قال الخازن: «أي وأخرجوهم من ديارهم، كما أخرجوكم من دياركم»([2]).

وقال غيره: «[وأخرجوهم] من مكة [من حيث أخرجوكم] كما أخرجوكم..» ([3]).

وقال الأردبيلي وغيره: «وإخراجهم من مكة في مقابلة إخراجهم المسلمين عنها»([4]).

وقال العلامة الطباطبائي: «فالمعنى: شددوا على المشركين بمكة، كل التشديد، بقتلهم، حيث وجدوا حتى ينجر ذلك إلى خروجهم من ديارهم، وجلائهم من أرضهم كما فعلوا بكم ذلك»([5]).

إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه([6]).

هذا كله.. عدا عن إمكانية الاستدلال بذيل الآية أيضاً أعني قوله تعالى: ﴿وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ﴾ وذلك ظاهر.


 

([1]) الآية 191 من سورة البقرة.

([2]) تفسير الخازن ج1 ص122.

([3]) تنوير المقباس (بهامش الدر المنثور) ج1 ص92.

([4]) راجع: زبدة البيان ص308 ومجمع البيان ج1 ص286 وراجع: جامع البيان ج2 ص111 وغرائب القرآن للنيسابوري (بهامش جامع البيان) ج2 ص228.

([5]) تفسير الميزان ج2 ص61.

([6]) راجع: أقصى الميزان ج1 ص440.

 
   
 
 

موقع الميزان