توطئة وبداية:
هناك من يحاول إثارة الشك بكل ما جرى على الزهراء
«عليها السلام»، باستثناء التهديد بإحراق البيت وغصب فدك.
وحتى هذا التهديد، فإنه يحاول أو يخفف من وقعه، ويجعله
صوريا بدعواه: «أن الذين جاء بهم الخليفة الثاني ليهاجموا الزهراء
«عليها السلام»، كانت قلوبهم مملوءة بحبها فكيف نتصور أن يهجموا
عليها».
هذا بالإضافة إلى أن قوله: «إن الناس كانوا يحترمونها
ويجلونها، ولن يكون من السهل القيام بأي عمل ضدها».
يعني:
أن يصبح التهديد شكليا، ثم يضيف قوله: إن رأس المهاجمين قد استثنى
الزهراء «عليها السلام»، وأخرجها عن دائرة التهديد، حيث فسر كلمة:
«وإن» في جواب من قال: إن فيها فاطمة، قائلا: «إن المراد بقوله»وإن»:
لا شغل لنا بفاطمة، إنما جئنا لاعتقال علي».
ثم استشهد لذلك كله بما تقدم في الفصل السابق، وبما
سنذكره في هذا الفصل وما يأتي بعده.
/ صفحة 160 /
والذي نريد أن نلم به في فصلنا هذا هو ما رأى أنه يؤيده
من أقوال بعض أساطين المذهب، ورواد العلم، حيث استشهد بكلام ثلاثة من
هؤلاء وهم:
1 ـ الإمام الشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية.
2 ـ آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله.
3 ـ آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين طاب ثراه.
فنحن نورد أولا كلام المفيد (قدس سره)، ثم نوضح أنه لا
ينفعه فيما يريد إثباته، وذلك فيما يلي من مطالب.
|