خصومتهم لعلي
واحترام
الزهراء :
هناك من يقول:
إن خصومة المهاجمين مع علي «عليه
السلام»، لا تمنع من كونهم يحبون الزهراء «عليها السلام» ويحترمونها،
إذ قد يكون هناك مرشح ينافس مرشحا آخر، ويريد إسقاطه في الانتخابات،
ولكن خصومته له لا تمنع من أنه يحترم زوجة منافسه ويجلها، لسبب أو
لآخر.
والجواب:
إننا نلاحظ على هذه المقولة أمورا عديدة:
أولا:
إن قضية علي «عليه السلام» مع هؤلاء القوم المعتدين
عليه وعلى بيته، والغاصبين لحقه، والمخالفين لأمر الله تعالى ورسوله
«صلى الله عليه وآله» لا تشبه التنافس بين مرشحين، بل هي بالانقلابات
العسكرية بالقوة العادية والمدمرة أشبه، إن لم تكن أكثر وضوحا، وأعمق
في إيحاءاتها ودلالاتها.
ثانيا:
إن احترام زوجة المنافس لا يعرف بالتكهن والتظنن، بل
/ صفحة 220 /
يعرف بالممارسة والموقف والحركة على أرض الواقع، وقد
رأينا من هؤلاء القوم ممارسة قاسية وشرسة ضد زوجة من يصفه هذا المستدل
بالمنافس (!!) إنها ممارسة لا تنم عن أي رحمة أو شفقة في قلوبهم،
فليقرأ القارئ وصف ما جرى في مختلف النصوص والآثار.. التي لا نغالي إذا
قلنا بتواترها، كما سيرى القارئ الكريم.
ثالثا:
حتى لو سلمنا أن المهاجمين يحترمونها، أو حتى يحبونها «عليه السلام»،
فإن الاحترام والحب لم يمنعاهم إذا وقفت في وجههم، وهددت طموحاتهم،
وكانت سببا في إفشال خطتهم الخطيرة، من أن يقلبوا لها ظهر المجن،
ويعاملوها بكل قسوة.
وحتى لو كان الفاعل هم إخوتهم وأولادهم، فإنهم
سيواجهونهم بنفس القدر من العنف، فإن حب السلطة وخطورة ما يقدمون عليه،
يجعلهم في مأزق مصيري، يدفعهم إلى حسم الأمور بقوة، فالأمر بالنسبة
إليهم أعظم خطرا، وأقوى من تجاهل ذلك الاحترام.
ونحن نعلم أن من يحب إنسانا أو يحترمه فإنه لا يحبه ـ
عادة ـ أكثر من حبه لنفسه، فإذا تعارض الحبان لديه، فلن يحب السوار
أكثر من يده، ولن يقطع اليد من أجل حفظ السوار بل يكسر ألف سوار غال
وثمين، لتبقى يده سالمة باقية له..
|