الإستعانة بأهل الذمة على البغاة..
شنع الشيعة في هذا الزمان على علماء أهل السنة في بلاد
الحرمين لفتواهم بجواز الإستعانة بالكفار «للضرورة» في مواجهة البعثيين
المرتدين.
ثم وجدنا شيخهم الشهير ابن المطهر الحلي ينقل في كتابه
«منتهى الطلب في تحقيق المذهب»([1])
إجماع الشيعة ـ ما عدا شيخهم الطوسي ـ على جواز الإستعانة «بأهل الذمة
على حرب أهل البغي»!!
فما هذا التناقض؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً:
ما ذكره العلامة الحلي في كتابه «منتهى المطلب» إنما كان في جواز
الإستعانة بأهل الذمة الذين هم تحت سلطة الدولة الإسلامية على قتال
البغاة.. وهو صريح كلام العلامة الحلي كما ورد في السؤال، ولم يصرح
«رحمه الله» بجواز الإستعانة بالكافر المعاهد، ولا بالكافر المحارب،
والمستعمر، والمتربص شراً بالمسلمين.
ثانياً:
إن ما أخذه علماء الشيعة وكثير من علماء السنة على الحكومة السعودية هو
أنها استعانت بالقوات الغربية والأمريكية لدفع قوات صدام حسين عن
الكويت..
ومن الواضح:
أن أمريكا والدول الأوروبية هي دول استعمارية طاغية تسعى للسيطرة على
بلاد المسلمين ونهب ثرواتهم، وهي من أعظم أعوان إسرائيل في احتلالها
لفلسطين، وفي سعيها لتضيع حقوقهم، وإذلال المسلمين والعرب، ونهب
ثرواتهم..
كما أن السعودية نفسها كانت قد آزرت صدام حسين وجيشه في
الحرب ضد إيران.
فكيف يعينونه هنا، ثم يستعينون عليه بقوات الإستكبار
والإستعمار العالمي هناك؟!
وحين أُعدم صدام حسين اعترضوا من جديد على إعدامه، بحجة
أنه رئيس عربي مسلم، ولا سيما يوم العيد.. فكيف يكون بعثياً مرتداً، ثم
يصبح رئيساً مسلماً؟!
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
|