زيد يدَّعي الإمامة، فلماذا حرموه منها؟!
من قواعد الشيعة أن الإمامة تثبت لمن ادعاها من أهل
البيت، وأظهر خوارق العادة الدالة على صدقه، ثم لم يثبتوا إمامة زيد بن
علي مع أنه ادعاها، وبالمقابل أثبتوا الإمامة لمهديهم الغائب الذي لم
يدعها، ولا أظهر ذلك، لغيبته صغيراً ـ كما يعتقدون ـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً:
إن القاعدة الأساسية عند الشيعة هي: أن الإمامة تثبت بالنص من الله
تعالى ورسوله «صلى الله عليه وآله»، ومن الإمام السابق الثابتة إمامته
بالنص على الإمام الذي بعده، هذا عند الشيعة الإمامية.
ثانياً:
أما الزيدية الذين يتولون زيد بن علي بن الحسين، ويعتقدون إمامته، فلا
تثبت الإمامة عندهم بالنص، بل تثبت بادعائها، والقيام بالسيف، شرط أن
يكون من ذرية فاطمة «عليها
السلام».
ثالثاً:
إن الشيعة الإمامية يعتقدون أن الإمام السجاد «عليه السلام» قد نص
بالإمامة على ولده الإمام الباقر «عليه السلام»، الذي أمر رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
جابراً بأن يبلغ سلامه إليه([1]).
ولم ينص الإمام السجاد «عليه السلام» على زيد..
رابعاً:
إن الشيعة الإمامية يقولون: إن زيداً لم يدع الإمامة
لنفسه، فعلى السائل أن يثبت لنا أن زيداً ادعى لنفسه الإمامة. فإنه
إنما دعا للرضا من آل محمد.. بل كان يرى الإمامة لأخيه الإمام الباقر
«عليه السلام»، ثم لولده جعفر الصادق «عليه السلام»..
خامساً:
إن زيداً لم يظهر خوارق العادة، لا عند الشيعة الإمامية، ولا عند
الشيعة الزيدية.
سادساً:
إن إمامة الإمام المهدي «عليه السلام» قد ثبتت للشيعة ولكثير من علماء
السنة بالنص، كما ثبتت للإمامين الحسنين «عليهما
السلام»
بقول رسول الله «صلى الله
عليه وآله»:
«الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»، وثبت للإمام علي «عليه
السلام»
بالنصوص الكثيرة عليه.. وكذلك ثبتت لبقية الأئمة «عليهم
السلام»
بنصوص السابق منهم على اللاحق، وبغير ذلك من نصوص ودلالات.. فلم يكن
هناك حاجة لإظهار الخوارق.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
([1])
مناقب آل أبي طالب (ط المطبعة الحيدرية) ج 3 ص 328 والإختصاص
للمفيد ص62 وبحار الأنوار ج46 ص225 و 226 وإختيار معرفة الرجال
(رجال الطوسي) ج1 ص217 ـ 22 والثاقب
في المناقب لابن حمزة الطوسي ص104 وإعلام الورى ج1 ص505.
|