ومن الأمور التي توقف عندها ابن تيمية قول الرواية عن
أولئك المجتمعين: إن الرجل منهم ليأكل الجذعة، ويشرب الفُرق([1])
من اللبن.
وقال:
إنه كذب، إذ ليس في بني هاشم من يعرف بأنه يأكل جذعاً، ويشرب فرقاً([2]).
ونقول:
قال بعض
العلماء في جوابه:
أولاً:
إن عدم معروفيتهم بالأكل لا تدل على كونهم كذلك، فلعلهم كذلك في
الواقع.
ثانياً:
لو سلم، فإنه يلزم منه مبالغة الراوي في إظهار معجزة النبي «صلى الله
عليه وآله»
في إطعامهم رجل الشاة، وعسَّ اللبن الواحد([3]).
ثالثاً:
إن القضايا التاريخية إنما تثبت بمثل هذا النقل، فليكن وصف علي «عليه
السلام» لهم بذلك من الدلائل على أنهم كانوا كذلك. فإن هناك الكثير من
الأمور المبثوثة في النصوص، لم يتنبه المؤلفون والمصنفون لدلالتها
التاريخية إلا في وقت متأخر، وقد يكون الكثير منها لا يزال على إبهامه
وغموضه إلى يومنا هذا..
([1])
الفُرق: إناء يكتال به.
([2])
منهاج السنة ج4 ص81 ـ 84.
([3])
دلائل الصدق ج2 ص235.
|