النبي صلى الله عليه وآله يشكو لعلي عليه السلام لا إلى أبي طالب

    صفحة :

النبي صلى الله عليه وآله يشكو لعلي عليه السلام لا إلى أبي طالب:

عرفنا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» شكى ما يلقاه من صبيان المشركين إلى علي «عليه السلام»، لا إلى أبي طالب، ولا إلى حمزة، ربما لأنه «صلى الله عليه وآله» لا يريد أن يدخل عليهما أي قدر من الأذى النفسي في أمر ليس باستطاعتهما مواجهته بصورة مباشرة..

يضاف إلى ذلك: أن من المتوقع في هذه الحال ـ لجوء أبي طالب إلى الآباء لمنع الأبناء من أذى النبي «صلى الله عليه وآله» وهو قد يفسر على أنه تعبير عن الضعف والعجز، وربما يدعوهم ذلك إلى إذكاء هذه الحالة ضد رسول الله «صلى الله عليه وآله» من جهات مختلفة تخولهم الإعتذار عن التدخل للمساعدة فيها..

بالاضافة إلى أن ذلك قد يعطيهم ذريعة للتمنن على أبي طالب، والظهور بمظهر المحسن والمتفضل، والحال أنهم هم في الحقيقة أساس البلاء، وذلك قد يفسح لهم المجال للتلاعب بأبي طالب، والتذاكي عليه وعلى الهاشميين، والشماتة بهم.

ولو أنه «صلى الله عليه وآله» شكى لأبي طالب«عليه السلام»، وصدر من أبي طالب أمر لعلي «عليه السلام» ولغيره من أبناء بني هاشم بالمقابلة بالمثل، فإن ذلك سيضع أبا طالب موضع الملوم، بدعوى أنه يتصرف بصورة لا تليق بمقامه، ويأمر بما لا يتوقع من مثله الأمر به.. في حين أن المشركين لا يعترفون بأنهم هم الذين أغروا الصبيان بأذى أحد..

 
   
 
 

موقع الميزان