مقارنة حديث الشعب بليلة الغار

   

صفحة : 76  

مقارنة حديث الشعب بليلة الغار:

وقد وصف الاسكافي حال علي «عليه السلام» في الشعب، قياساً له على حال أبي بكر في الغار بقوله:

«وعلي يقاسي الغمرات، ويكابد الأهوال، ويجوع ويظمأ، ويتوقع القتل صباحاً ومساءً، لأنه كان هو المتوصل المحتال في إحضار قوت زهيد من شيوخ قريش وعقلائها سراً، ليقيم به رمق رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبني هاشم، وهم في الحصار.

ولا يأمن في كل وقت مفاجأة أعداء رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالقتل، كأبي جهل بن هشام، وعقبة بن أبي معيط، والوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة، وغيرهم من فراعنة قريش وجبابرتها.

ولقد كان يجيع نفسه ويطعم رسول الله «صلى الله عليه وآله» زاده، ويظمئ نفسه ويسقيه ماءه، وهو كان المعلل له إذا مرض، والمؤنس له إذا استوحش، وأبو بكر في نجوة من ذلك، لا يمسه مما يمسهم ألم، ولم يلحقه مما يلحقهم مشقة، ولا يعلم بشيء من أخبارهم وأحوالهم إلا على سبيل الإجمال دون التفصيل، ثلاث سنين إلخ»([1])..

ونحن لا ندري مدى صحة ما يقوله الاسكافي، من أن شيوخ قريش وعقلاءَها كانوا يرسلون الطعام إلى المحاصرين في الشعب، ولعل الأرجح هو أنه «عليه السلام» كان يبذل لهم الأموال ويشتري به الطعام.. ولعله كان يعطي أموالاً طائلة ثمناً للقليل منه..

ولم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» ولا أبو طالب، ولا علي «عليه السلام» بالذين يقبلون منّة أحد من الكافرين عليهم، كما دلت عليه النصوص..


 

([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص256 والعثمانية للجاحظ ص320.

 
   
 
 

موقع الميزان