قالوا:
وإنما لم يأمر
النبي «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» بالصلاة على أبي طالب
«عليه السلام»، لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد.
ولأجل ذلك قالوا:
إن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» لم يصل على خديجة «سلام الله
عليها» حينما توفيت، مع أنها سيدة نساء العالمين في زمانها، وإن كانت
السيدة الزهراء «عليها السلام» سيدة نساء العالمين من الأولين
والآخرين..
وقد فصلت ذلك الرواية التي رواها علي بن ميثم، عن
أبيه عن جده:
أنه سمع علياً
«عليه السلام» يقول: تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من
الدنيا وهو على ملته، وأوصاني أن أدفنه في قبره، فأخبرت رسول الله «صلى
الله عليه وآله» بذلك، فقال: اذهب فواره، وانفذ لما أمرك به.
فغسلته،
وكفنته، وحملته إلى الحجون، ونبشت قبر عبد المطلب، فرفعت الصفيح عن
لحده، فإذا هو موجه إلى القبلة، فحمدت الله تعالى على ذلك، ووجهت
الشيخ، وأطبقت الصفيح عليهما، فأنا وصي الأوصياء، وورثت خير الأنبياء.
قال ميثم:
والله ما عَبَدَ علي، ولا عَبَدَ أحد من آبائه غير الله
تعالى، إلى أن توفاهم الله تعالى([1]).
([1])
سفينة البحار ج5 ص321.
|