آية الشراء نزلت في علي عليه السلام

   

صفحة : 152-155  

آية الشراء نزلت في علي عليه السلام:

وقد ورد: أن الله تعالى أوحى إلى جبرائيل وميكائيل: إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟!

فاختار كلاهما الحياة.

فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد «صلى الله عليه وآله»؛ فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة؟! اهبطا إلى الأرض، فاحفظاه من عدوه.

فنزلا، فكان جبرائيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرائيل ينادي: بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله به الملائكة؟!

فأنزل الله عزوجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ([1])»([2]).

قال الإسكافي: «وقد روى المفسرون كلهم: أن قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ..﴾ نزلت في علي «عليه السلام» ليلة المبيت على الفراش»([3]).

ونقول:

إن المباهات بعلي «عليه السلام»، أمام الملائكة وإنزال أفضلهم لحراسته «عليه السلام»، ليلة مبيته على فراش رسول الله «صلى الله عليه وآله».. يعطي المعنى العميق لمرامي قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الحَكِيمُ، قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ([4])..

فإن جعل الخليفة إنما هو لإظهار حقيقة النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام»، وأهل البيت صلوات الله عليهم. وعلى الملائكة أن يدركوا أن هناك خلقاً لا يمكن أن تبلغه العقول، وأن أعظم الملائكة شأناً واسماهم مقاماً وفضلاً، لا يزيد على حد أن يكون من حراس واتباع ومحبي واحد من هؤلاء.. ولو لأجل موقف واحد من مواقفه.. فضلاً عن سائر مقاماته، كضربته يوم الخندق.. وغير ذلك..


 

([1]) الآية 207 من سورة البقرة.

([2]) راجع: أسد الغابة ج4 ص25 والمستجـاد للتنوخي ص10 وثمرات الأوراق = = ص303 والبرهان ج1 ص207 وإحياء العلوم ج3 ص258 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص39 وكفاية الطالب ص239 وشواهد التنزيل ج1 ص97 ونور الأبصار ص86 والفصول المهمة لابن الصباغ ص31 وتذكرة الخواص ص35 عن الثعلبي، وتاريخ الخميس ج1 ص325 و 326 و458 وبحار الأنوار ج19 ص39 و 64 و 80 عن الثعلبي في كنز الفوائد، وعن الفضائل لأحمد ص124 و 125.

وهي أيضاً في: المناقب للخوارزمي ص74 وينابيع المودة ص92 عن ابن عقبة في ملحمته، وقال في حبيب السير ج2 ص11: إن ذلك مذكور في كثير من كتب السير والتاريخ.

والرواية موجودة أيضاً في: التفسير الكبير ج5 ص204 والجامع لأحكام القرآن ج3 ص21 والسيرة الحلبية ج3 ص168 وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج1 ص159 وفرائد السمطين ج1 ص330 ومستدرك الحاكم ج3 ص4 وتلخيص المستدرك للذهبي بهامش نفس الصفحة، ومسند أحمد ج1 ص331 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق (تحقيق المحمودي) ج1 ص137 و138 ودلائل الصدق ج2 ص81 و 82 والأمالي للطوسي ج2 ص84 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص310 وراجع ص178 و 82. وراجع: الإرشاد للمفيد ص31 وروضة الواعظين ص107 وخصائص الوحي المبين ص94 و 93 وراجع ص91 والعمدة لابن البطريق ص240 وراجع ص238 ورواه في: غرائب القرآن للنيسابوري (بهامش جامع البيان) ج2 ص291 وراجع: المواهب اللدنية ج1 ص60 ونقله المحمودي في هوامش شواهد التنزيل ج1 = = ص97 عن غاية المرام ص346 باب45 وعن تفسير أبي الفتوح الرازي ج2 ص152 ونقله المرعشي في ملحقات إحقاق الحق والتعليقات عليه ج3 ص24 ـ 34 وج8 ص339 وج6 ص479 و 481 وج20 ص109 ـ 114 وج14 ص116 عن عدد ممن قدمنا.                 

وعن المصادر التالية: اللوامع ج2 ص376 و 375 و 377 عن المجمع والمباني، وعن أبي نعيم والثعلبي وغيرهم، وعن البحر المحيط ج2 ص118 وعن معارج النبوة ج1 ص4 وعن مدارج النبوة ص79 وعن مناقب المرتضوي ص33 وعن روح المعاني ج2 ص73 عن الإمامية وبعض من غيرهم، وعن مرآة المؤمنين ص45 وعن تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي ج1 ص414 وعن إمتاع الأسماع ص38 وعن مقاصد الطالب ص7 وعن وسيلة النجاة ص78 وعن المنتقى للكازروني (مخطوط) ص79 وعن روض الأزهر ص371 وعن أرجح المطالب ص70 و 507 و 407 وعن إتحاف السادة المتقين ج8 ص202 وعن مفتاح النجا في منـاقـب آل العبـا (مخطوط) ص23 وعن روض الأحباب للهروي ص185 وعن تفسير الثعلبي، وعن السيرة المحمدية للكازروني (مخطوط)، وعن مكاشفة القلوب ص42 وعن توضيح الدلائل (مخطوط) ص154 وعن الكوكب المضي (مخطوط) ص45 وعن غاية المرام في رجال البخاري سيد الأنام (مخطوط) ص71 وعن الكشف والبيان وعن المختار في مناقب الأخيار (مخطوط) ص4 وعن مناهج الفاضلين للحمويني (مخطوط).

وقـال ابن شهرآشوب: إن هذا الحـديث قـد رواه الثعلبي، وابن عاقب في ملحمته = = وأبو السعادات في فضائل العشرة، والغزالي في الإحياء، وفي كيمياء السعادة عن عمار، وابن بابويه، وابن شاذان والكليني، والطوسي، وابن عقدة، والبرقي، وابن فياض، والعبدلي، والصفواني والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس، وأبي رافع وهند بن أبي هالة.

والغدير ج2 ص48 عن بعض من تقدم، وعن: نزهة المجالس ج2 ص209 عن السلفي. وأشار إليه مغلطاي في سيرته31 والمستطرف، وكنوز الحقائق ص31.

([3]) راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص262.

([4]) الآيات 30 حتى 33 من سورة البقرة.

 
   
 
 

موقع الميزان