صفحة : 164  

قصة صهيب لا تصح:

وقد ذكروا: أن آية ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ([1]) قد نزلت في صهيب الرومي، حيث أراد الهجرة، فمنعه المشركون من ذلك حتى بذل لهم ماله. فلما التقى بالنبي «صلى الله عليه وآله» في قباء، قال له النبي «صلى الله عليه وآله»: ربح البيع، أو نحو ذلك، فنزلت الآية([2]).

وهذا لا يصح، وقد ناقشنا ذلك في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»([3]) فيمكن الرجوع إلى ذلك الكتاب، لكننا نكتفي هنا بما يلي:

أولاً: إن الآية تثني على من بذل نفسه ابتغاء مرضات الله، لا من بذل ماله..

ثانياً: إنهم يذكرون: انه لم يتخلف مع النبي «صلى الله عليه وآله» أحد من المهاجرين إلا حبس أو فتن، إلا علياً وأبا بكر([4]).

ثالثاً: إن مفاد آية الشراء هو الثناء على من نزلت في حقه ولم يكن صهيب بالذي يستحق ذلك كما أظهرته الوقائع([5]).

 

([1]) الآية 202 من سورة البقرة.

([2]) راجع: الإصابة: ج2 في ترجمة صهيب، والسيرة الحلبية ج2 ص23 و 24 والدر المنثور ج1 ص204 عن ابن سعد، وابن أبي أسامة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية، وابن عساكر، وابن جرير، والطبراني، والحاكم، والبيهقي في الدلائل، وابن أبي خيثمة، وفي النصوص اختلاف.

([3]) الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج4 ص223 فما بعدها.

([4]) السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص123 وسيرة مغلطاي ص31.

([5]) راجع: ترجمة صهيب في قاموس الرجال وغيره..

 
   
 
 

موقع الميزان