صفحة : 27   

ترهات أبي حيان:

ومن الأمور الطريفة هنا: أن أبا حيان التوحيدي ـ الناصبي المعروف ـ يروي عن أبي حامد المرو الروذي رسالة شفهية مصنوعة ومختلقة على لسان أبي بكرلأمير المؤمنين «عليه السلام»، وفيها:

«ولقد شاورني رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الصهر؛ فذكر فتياناً من قريش ، فقلت له: أين أنت من علي؟!

فقال: إني لأكره ميعة شبابه، وحدة سنه.

فقلت: متى كنفته يدك، ورعته عينك حفت بهما البركة، وأسبغت عليهما النعمة، مع كلام كثير خطبت به رغبته فيك، وما كنت عرفت منك في ذلك حوجاء ولا لوجاء، ولكني قلت ما قلت، وأنا أرى مكان غيرك، وأجد رائحة سواك، وكنت إذ ذاك خيراً منك الآن لي»([1]).

عجيب!! وأين كانت هذه الرواية عن أنظار المؤرخين، وكيف أجمعت كلمتهم، وتضافرت وتواترت رواياتهم على مخالفتها وتكذيبها. وقد تقدمت كلماتهم ورواياتهم في ذلك.

وقد كفانا ابن أبي الحديد المعتزلي مؤونة البحث في هذه الرواية، وبين الكثير من إمارات الوضع والإختلاق فيها، فمن أراد فليراجعه([2]).


 

([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص276. وصبح الأعشى ج1 ص287 ونهاية الأرب ج7 ص220 وعن محاضرة الأبرار ج2 ص102 ـ 115 ونشرها إبراهيم الكيلاني مع رسالتين لأبي حيان في دمشق سنة1951.

([2]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص285 ـ 287.

 
   
 
 

موقع الميزان