أكثر
القتلى في أحد
من علي
عليه السلام:
وما جرى في
بدر جرى في أحد أيضاً، فقد كان أكثر قتلى المشركين من علي «عليه
السلام»، فلاحظ ما يلي:
1 ـ
يروي البعض: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» قد قتل في أحد
اثني عشر رجلاً([1]).
ونعتقد:
أنه «عليه
السلام»
قد قتل أكثر من ذلك، لأنه قد قتل أصحاب اللواء بلا شك كما تقدم بيانه،
وهم تسعة أو أحد عشر([2])
يضاف إليهم صؤاب XE "صؤاب"
الذي
قتل بيده
«عليه السلام»، فيصير المجموع إثنى عشر.
والمسلمون
انهزموا إلى الجبل، وبقي علي «عليه السلام» يقاتل وحده.. وكان أصحاب
الألوية التسعة قد قتلوا في بداية المعركة.. واستمرت المعركة، حتى صار
المسلمون يرجعون للمشاركة فيها، وكان النبي «صلى الله عليه وآله» يأمر
علياً «عليه السلام» كلما هاجمته كتيبة أن يبادر لدفعها.. فهل لم يقتل
في كل هذه المعركة سوى من ذكرت أسماؤهم؟!
ولو كان
المقتولون على يد علي «عليه السلام» هم الاثنا عشر فقط، فهؤلاء قد
قتلوا في أوائل المعركة، فلماذا انهزم المشركون إذن؟! أليس لأن علياً
«عليه السلام» قد فتك فيهم إلى حد نادى فيه جبرئيل بين السماء والأرض:
لا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار؟!
ويبدو:
أن زعماء المشركين هم الذين خافوا على أنفسهم من سيف علي «عليه
السلام»، بعد قتله حملة اللواء.. وهم كبارهم.. فآثروا الفرار على
القرار، حتى لا يعود المسلمون لمعاونة علي «عليه السلام»، وتكون
المصيبة عليهم أعظم.
2 ـ يذكر المعتزلي:
أن كتائب المشركين صارت تحمل على النبي «صلى الله عليه وآله».. وقد قتل
من كتيبة بني كنانة أبناء سفيان بن عويف الأربعة. وتمام العشرة منها،
ممن لا يعرف بأسمائهم.
وقال:
إن ذلك قد
رواه جماعة من المحدثين، ويوجد في بعض نسخ ابن
إسحاق
، وأنه خبر صحيح فراجع كلامه([3]).
3 ـ
قال القوشجي
: وكان أكثر المقتولين منه([4])
(أي من أمير المؤمنين «عليه السلام»).
4 ـ
وقال الشيخ المفيد XE "المفيد"
«رحمه
الله»:
وقد ذكر أهل السير قتلى أحد من المشركين، وكان جمهورهم قتلى أمير
المؤمنين «عليه
السلام».
ثم ذكر أسماء اثني عشر من الأبطال المعروفين ممن قتلهم
«عليه السلام»([5]).
5 ـ
ولسوف يأتي إن شاء الله: أن قريشاً قد عجلت بالمسير عن حمراء الأسد
حينما علمت أن علياً «عليه
السلام»
قادم إليها.
6 ـ
ويقول الحجاج بن علاط في وصف قتله «عليه السلام» لكبش الكتيبة، طلحة بن
أبي طلحة ، وحملاته «عليه
السلام»
في أحد
:
لله أي مـذبـب
عـن
حــــزبــــه
أعني ابـن
فـاطـمـة
المعـم
المخولا
جـادت
يـداك
لـه
بـعـاجـل
طعنة تركت طـليحـة
للجبين مـجـدلا
وشـددت
شـدة
بـاسل
فكشفتهم
بالسفح
إذ يهوون أسـفـل
أسفـلا
وعللت سيفك بـالـدمـاء
ولم تكن لـــترده
حـران حـتـى
يـنـهـلا([6])
ومما يدل على
مقدار ما فعله أمير المؤمنين «عليه
السلام»
بقريش في أحد: أن النص التأريخي يؤكد على أن قريشاً
كانت
ـ بعد ذلك ـ وإلى عشرات السنين تحقد على علي «عليه
السلام»،
وعلى أهل بيته لذلك.. وكانوا إذا واجهوه في حرب يوصي بعضهم إلى بعض.
([1])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج15 ص54 وبحار الأنوار ج20 ص137
وأعيان الشيعة ج1 ص390.
([2])
الإرشاد للمفيد ص52 و (ط دار المفيد) ج1 ص88 وبحار الأنوار ج20
ص87 عنه، وأعيان الشيعة ج1 ص256 و 387 وشجرة طوبى ج2 ص278
وحلية الأبرار ج2 ص431 وكشف الغمة ج1 ص194 وتاريخ الخميس ج1
ص427 وراجع: مسند أحمد ج1 ص288 والمستدرك للحاكم ج2 ص296 ومجمع
الزوائد ج6 ص110 وفتح الباري ج7 ص270 والمعجم الكبير للطبراني
ج10 ص301 وتفسير ابن أبي حاتم ج3 ص787 والجامع لأحكام القرآن
ج4 ص238 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص421 والدر المنثور ج2 ص84
وتاريخ الإسلام ج2 ص196 والبداية والنهاية ج4 ص27 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص47.
([3])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص250 و 251 وفي ج15 ص54: أن في
بعض كتب المدائني: أن علياً «عليه السلام» قتل بني سفيان بن
عوف، وروى له شعراً في ذلك، وراجع: بحار الأنوار ج20 ص128
ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص118 والمجالس
الفاخرة للسيد شرف الدين ص284 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8
ص359.
([4])
شرح التجريد للقوشجي ص486 ودلائل الصدق ج2 ص357 عنه، وكشف
المراد (تحقيق الآملي) ص522 و (تحقيق الزنجاني) ص408 وسفينة
النجاة للتنكابني ص367.
([5])
الإرشاد ص54 و (ط دار المفيد) ج1 ص90 والمستجاد من الإرشاد
(المجموعة) ص66 وبحار الأنوار ج20 ص88 و 89 وكشف الغمة ج1
ص195.
([6])
الإرشاد للمفيد ص54 و (ط دار المفيد) ج1 ص91 وبحار الأنوار ج20
ص89 وكشف الغمة ج1 ص196 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص332
ورسائل المرتضى ج4 ص120 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة
الحيدرية) ج2 ص316 وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص110 وج42 ص75 ومعجم
البلدان ج2 ص125 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث
العربي) ج7 ص372 وإمتاع الأسماع ج1 ص142 وأعيان الشيعة ج1 ص390
وج4 ص566 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح)
ج3 ص655 والدر النظيم ص397 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص194 وشرح
إحقاق الحق (الملحقات) ج30 ص222.
|