بشير
المدينة علي عليه السلام:
ذكرنا في الفصول السابقة:
أن رعب الناس قد بلغ حداً لم يجد النبي
«صلى الله
عليه وآله»
من يأتيه بالماء من المهراس، الذي كان بالقرب منه، ولا من يرسله ليأتيه
بخبر المشركين.. فيضطر إلى إرسال علي «عليه السلام» إلى هنا وهناك رغم
جراحه وآلامه..
فمن الطبيعي
بعد هذا أن لا يجد
«صلى الله
عليه وآله»
من يرسله إلى المدينة ليبشر الناس ويطمئنهم، ويزيل قلقهم سوى علي «عليه
السلام»..
وكان أهل
المدينة قد عرفوا ما صنعه علي «عليه السلام» في بدر
،
وربما يكون قد بلغهم ما فعله «عليه السلام» بأصحاب اللواء وغيرهم في
أحد
..
وهذا من شأنه
أن يسهل عليهم التصديق بما يخبرهم به علي «عليه السلام»، ويطمئنهم إلى
صحته، كما أن رؤية علي «عليه السلام» بينهم تزيد في إحساسهم بالأمن،
وتدفع عنهم الوساوس والتوهمات، فإذا كان «عليه السلام» بينهم، فلا خوف
عليهم من المفاجآت، مهما كانت، فهو حامي الذمار، ومبيد الكفار، ومذل
الفجار بسيفه البتار، الموسوم بذي الفقار..
|