غضب علي عليه
السلام من طلحة
:
ومن آثار حرب أُحد
على بعض الناس الذين تسطر لهم الفضائل، ما ذكره السدي في تفسير قوله
تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَه ودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءَ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾([1])
من أنه لما أصيب النبي «صلى الله عليه وآله» بأحد.. قال عثمان
:
لألحقن بالشام ، فإن لي به صديقاً من اليهود ، فلأخذن منه أماناً، فإني
أخاف أن يدال علينا اليهود
.
وقال طلحة بن عبيد الله :
لأخرجن إلى الشام ، فإن لي به صديقاً من النصارى ، فلأخذن منه أماناً،
فإني أخاف أن يدال علينا النصارى
.
قال السدي
:
فأراد أحدهما أن يتهود، والآخر أن يتنصر.
قال:
فأقبل طلحة إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وعنده علي «عليه السلام»،
فأستأذنه طلحة في المسير إلى الشام ، وقال: إن لي بهما [بها] مالاً،
آخذه ثم أنصرف.
فقاله له النبي «صلى الله عليه وآله»:
عن مثلها من حال تخذلنا؟! وتخرج، وتدعنا!! فأكثر على النبي «صلى الله
عليه وآله» من الإستئذان، فغضب علي «عليه السلام»، وقال: يا رسول الله،
إئذن لابن الحضرمية ، فوالله لا عزَّ من نصره، ولا ذل من خذله.
فكف طلحة
عن الإستئذان
عند ذلك؛ فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿أَهَؤُلاء
الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ
لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾([2])،
يعني أولئك.
يقول:
إنّه يحلف لكم أنّه مؤمن معكم، فقد حبط عمله بما دخل فيه من أمر
الإسلام حتى نافق فيه([3]).
ونقول:
إن لنا مع هذا
النص وقفات عديدة، نشير إليها ضمن العناوين التالية:
([1])
الآية 51 من سورة المائدة.
([2])
الآية 53 من سورة المائدة.
([3])
نهج الحق (مطبوع مع دلائل الصدق) ج3 ق1 ص204.
|