غضب علي عليه السلام من طلحة

   

صفحة : 290   

غضب علي عليه السلام من طلحة :

ومن آثار حرب أُحد على بعض الناس الذين تسطر لهم الفضائل، ما ذكره السدي في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَه ودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءَ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾([1]) من أنه لما أصيب النبي «صلى الله عليه وآله» بأحد.. قال عثمان : لألحقن بالشام ، فإن لي به صديقاً من اليهود ، فلأخذن منه أماناً، فإني أخاف أن يدال علينا اليهود  .

وقال طلحة بن عبيد الله : لأخرجن إلى الشام ، فإن لي به صديقاً من النصارى ، فلأخذن منه أماناً، فإني أخاف أن يدال علينا النصارى .

قال السدي : فأراد أحدهما أن يتهود، والآخر أن يتنصر.

قال: فأقبل طلحة إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وعنده علي «عليه السلام»، فأستأذنه طلحة في المسير إلى الشام ، وقال: إن لي بهما [بها] مالاً، آخذه ثم أنصرف.

فقاله له النبي «صلى الله عليه وآله»: عن مثلها من حال تخذلنا؟! وتخرج، وتدعنا!! فأكثر على النبي «صلى الله عليه وآله» من الإستئذان، فغضب علي «عليه السلام»، وقال: يا رسول الله، إئذن لابن الحضرمية ، فوالله لا عزَّ من نصره، ولا ذل من خذله.

فكف طلحة عن الإستئذان عند ذلك؛ فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾([2])، يعني أولئك.

يقول: إنّه يحلف لكم أنّه مؤمن معكم، فقد حبط عمله بما دخل فيه من أمر الإسلام حتى نافق فيه([3]).

ونقول:

إن لنا مع هذا النص وقفات عديدة، نشير إليها ضمن العناوين التالية:


 

([1]) الآية 51 من سورة المائدة.

([2]) الآية 53 من سورة المائدة.

([3]) نهج الحق (مطبوع مع دلائل الصدق) ج3 ق1 ص204.

 
   
 
 

موقع الميزان