غرس عمر
، أم غرس
سلمان ؟!:
تقدم:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تولى هو غرس النخل، مستعيناً بعلي
«عليه السلام».. وقد نهى سلمان
عن
التدخل في هذا الأمر، فلا يمكن أن نصدق الرواية التي تدعي: أن سلمان قد
غرس واحدة منها فلم تعش، فإن سيرة سلمان
تدلنا
على أنه لا يقدم على مخالفة أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ولو فرضنا:
أن سلمان
قد فعل ذلك
متوهماً أنه هو صاحب العلاقة، وأنه يسوغ له أن يغرس ولو واحدة منها،
لتكون بمثابة الذكرى، فإننا لا نجد مبرراً لمبادرة عمر
إلى
فعل شيء من ذلك دون سائر الصحابة.. إلا إن كان يريد أن يجرب حظه، فلعل
المعجزة تظهر على يده كما ظهرت على يد الرسول «صلى الله عليه وآله»،
لكي يصح قوله: «أنا زميل محمد»([1]).
ولكن شاءت
الإرادة الإلهية أن يحفظ ناموس النبوة، فأثمر النخل كله، إلا النخلة
التي غرسها عمر بن الخطاب
، حتى عاد
النبي «صلى الله عليه وآله»، فغرسها بيده الشريفة، فظهرت البركات،
وتجلت بها الألطاف والكرامات، والدلائل والآيات..
([1])
تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي وط الإستقامة) ج3 ص290 و
291 و الفايق في غريب الحديث ج1 ص400 وشرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج12 ص121 والجواهر ج30 ص146 والغدير ج6 ص212 والميزان
ج4 ص298 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص263.
|