وقد لوحظ:
أن النبي «صلى الله عليه وآله»، لم يجر الكرامة على تلك النخلة التي
غرسها عمر
، بأن يلمسها
وهي في موضعها، ويدعو لها بالحياة والإخضرار.. ولو أنه فعل ذلك لاستجاب
الله تعالى له..
ولكنه أزال
فعل عمر
من أساسه، بأن
انتزعها، ثم أعاد غرسها، ربما ليرمز لنا إلى بوار نفس الفعل الذي صدر
عن عمر
، فلا يصلح
حتى للبناء عليه، لأنه ليس قابلاً للإصلاح أصلاً.. فإن معنى قابليته
للإصلاح هو أن الفساد قد نال بعض الجهات فيه دون بعض، وهو ليس كذلك إذ
لم يكن فيه أي شيء صالحاً ليصح ضم الجزء الآخر إليه بعد إصلاحه..
يضاف إلى ذلك:
أنه لو ابقاها ثم لمسها ودعا، فعادت لها الحياة، فقد يتوهم متوهم، أو
يدَّعي مدع: أنها كانت مغروسة، وكان فيها قابلية الحياة، فعاشت لأجل
ذلك، لا لفعل رسول الله «صلى الله عليه وآله».
|