النبي
صلى الله عليه
وآله
يلقن الأموات الإمامة:
روى الكليني
:
أنه حين توفيت فاطمة بنت أسد
حمل النبي «صلى الله عليه وآله» جنازتها على عاتقه،
فلم يزل حتى أوردها قبرها، وأخذها على يديه، ووضعها فيه، وانكب عليها
طويلاً يناجيها، ولقنها ما تسأل عنه حتى إمامة ولدها «عليه السلام».
وحينما سئل
عن ذلك قال:
اليوم فقدت بر أبي طالب
، إن كانت لتكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها،
وولدها.. إلى آخر ما قال «صلى الله عليه وآله»([1]).
ونقول:
1 ـ بالنسبة للرواية الأولى
نلاحظ ما يلي:
أنه «صلى الله عليه وآله»
يلقن الأموات الإمامة، وهذا يدلنا على أمور، هي:
ألف:
إن الأموات يسمعون، ويفهمون، ويحفظون هذا التلقين، وقد تأكدت هذه
الحقيقة في حرب بدر
حين كلم رسول الله «صلى الله عليه وآله» قتلى المشركين،
وهم في القليب، فلما سئل عن ذلك، قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم،
ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني([2]).
كما أن علياً «عليه السلام» قد كلم قتلى أعدائه في حرب
الجمل
([3]).
ب:
إن هذا التلقين لا يزال سنة جارية، يمارسها أهل الإيمان مع الأموات
منهم..
ج:
إن السؤال في القبر عن أمور بعينها ثابت وواقع، فلا بد من إعداد الجواب.
د:
إن إمامة علي «عليه السلام» هي مما يسأل عنه الأموات أيضاً..
هـ:
إن السؤال عن الإمامة يشير إلى أنها ليست مجرد حكومة وخلافة، بل هي
معنى أوسع وأكبر يجعلها أمراً عقائدياً أيضاً، بالإضافة إلى أبعد أخرى
كامنة فيها..
و:
إن سؤال فاطمة بنت أسد
عن الإمامة بعد موتها كان في حال حياة النبي «صلى الله
عليه وآله»، وقبل أن يكون لخلافة غير النبي وحاكميته الفعلية مورد..
2 ـ بالنسبة للرواية الثانية
نلاحظ أيضاً:
ألف:
إن قول النبي «صلى الله عليه وآله»: اليوم فقدت برّ أبي طالب يشير إلى
أن فاطمة بنت أسد
، قد واصلت
برها به، الذي تعلمته من أبي طالب «عليه السلام»، حتى كأنه «صلى الله
عليه وآله» كان يشعر بحياة أبي طالب
إلى تلك اللحظة.
ب:
أي برَّ هذا الذي يتواصل كل هذه السنوات؟! وكيف شعر «صلى الله عليه
وآله» بفقد ذلك البرّ في اليوم الأول؟! إن ذلك يحتاج إلى التفسير.
([1])
الكافي ج1 ص453 وقاموس الرجال (الطبعة الأولى) ج11 ص6 و (ط
مركز النشر الإسلامي) ج12 ص310 وخصائص الأئمة ص64 والروضة في
فضائل أمير المؤمنين ص40 والفضائل لشاذان ص102 والإعتقادات في
دين الإمامية للصدوق ص58 وشرح أصول الكافي ج7 ص197 وبحار
الأنوار ج6 ص279 وج35 ص180 وكشف اليقين ص193 وجامع أحاديث
الشيعة ج19 ص221 ـ 223 وموسوعـة أحـاديث أهـل البيـت «عليهم
السـلام» = = للنجفي ج9 ص25 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج15
ص76 عن در بحر المناقب لابن حسنويه (مخطوط) ص15 وراجع: وفاء
الوفاء المجلد الثاني ص898.
([2])
راجع: فتح الباري ج7 ص234 و235 وتاريخ الخميس ج1 ص386 والسيرة
الحلبية ج2 ص82 و (ط دار المعرفة) ج2 ص431 وحياة الصحابة ج2
ص333 و 334 وبحار الأنوار ج19 ص346 ومستدرك سفينة البحار ج1
ص300 ومسند أبي يعلى ج6 ص433 وصحيح ابن حبان ج14 ص458 وشرح نهج
البلاغة للمعتزلي ج14 ص179 وإمتاع الأسماع ج12 ص143 و 160
وعيون الأثر ج1 ص345 والميزان ج9 ص31 وتاريخ الأمم والملوك ج2
ص156 والكامل في التاريخ ج2 ص129 والبداية والنهاية (ط دار
إحياء التـراث
العـربي)
ج1 ص158 ج3 ص357 والسيرة النبويـة
لابن هشام (ط
= =
مكتبة
محمد علي صبيح وأولاده) ج2 ص466 والسيرة النبوية لابن كثير ج2
ص449 و 452 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص55 وقصص الأنبياء لابن كثير
ج1 ص162 وإعانة الطالبين ج2 ص160 ومسند أحمد ج1 ص27 وج3 ص104 و
220 و 262 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج2 ص101 وصحيح مسلم (ط
دار الفكر) ج8 ص163 و 164 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص411
والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص665 ومسند أبي يعلى ج1 ص130 وج6 ص72
و 433 و 460 وصحيح ابن حبان ج14 ص424 و 458 والمعجم الصغير
للطبراني ج2 ص113 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة ) ج10 ص377 و
392 وتاريخ مدينة دمشق ج38 ص260 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص63
و 83 والمعجم الأوسط للطبراني ج8 ص219 والمصنف لابن أبي شيبة
ج8 ص480 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص364 وسنن النسائي ج4 ص110
ومجمع الزوائد ج6 ص91 ومسند أبي داود ص9 والديباج على مسلم ج6
ص205 وعمدة القاري ج8 ص201.
([3])
الجمل للشيخ المفيد ص391 و (ط مكتبة الداوري ـ قم) ص209
والإرشاد للمفيد ج1 ص254 والجمل لابن شدقم ص153 وبحار الأنوار
ج32 ص207 وأعيان الشيعة ج1 ص461.
|