لقد فاجأت
نتائج حرب بدر اليهود
، وقام
كعب بن الأشرف بتحرك واسع ضد المسلمين، حتى لقد ذهب إلى مكة
ليحرضهم على حرب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهجا النبي «صلى الله
عليه وآله»، وصار يشبب بنساء المسلمين في شعره، حتى آذاهم..
فانتدب النبي
«صلى الله عليه وآله» إليه من قتله، فخافت اليهود
خوفاً
شديداً، وذهبوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فدعاهم إلى أن
يكتب بينه وبينهم صلحاً..
قالوا:
فذلك الكتاب مع علي([1]).
ونقول:
ألف:
قتل
كعب بن الأشرف
فلا
يعد فتكاً، لأنه كان كافراً معلناً بعداوته، ومحارباً، والمحارب تترصّد
غفلته ويقتل، وليس له أن يدعى أنه آمن، وأن قتله من الفتك الممنوع، فإن
الفتك الممنوع هو قتل من لم يعلن الحرب.
ولذلك لم يقتل
مسلم بن عقيل
عبيد الله بن
زياد
، الذي كان
يتظاهر بالإسلام. وقال: الإسلام قيد الفتك.
ب:
وقد
يتساءل البعض هنا عن سر كون هذا الكتاب مع علي
«عليه السلام»،
فهل يشير ذلك إلى خصوصية له «عليه السلام» فيما يرتبط بالمجال السياسي
المتعلق برسول الله «صلى الله عليه وآله»، أو حتى فيما يرتبط بموقعه
«عليه السلام» من بعده؟!
([1])
المصنف للصنعاني ج5 ص204 ومجمع الزوائد ج6 ص195 وتفسير القرآن
للصنعاني ج1 ص142 وجامع البيان ج4 ص267 وراجع الحديث أيضاً في:
الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص23 ودلائل النبوة للبيهقي (ط دار
الكتب العلمية) ج3 ص198 وراجع: المغازي للواقدي ج1 ص192.
|