الفتح على يد علي عليه السلام

   

صفحة : 326-327   

الفتح على يد علي عليه السلام:

وضرب قبته «صلى الله عليه وآله» في أقصى بني خطمة من البطحاء.

فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم، فأصاب القبة، فأمر النبي «صلى الله عليه وآله» أن تحول قبته إلى السفح، وأحاط بها المهاجرون والأنصار . (وعند الواقدي : أنها حولت إلى مسجد الفضيخ ).

فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين «عليه السلام»؛ فقال الناس: يا رسول الله، لا نرى علياً.

فقال «صلى الله عليه وآله»: أراه([1]) في بعض ما يصلح شأنكم.

فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي «صلى الله عليه وآله» ـ وكان يقال له: عزورا ـ فطرحه بين يدي النبي «صلى الله عليه وآله».

فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: كيف صنعت؟!

فقال: إني رأيت هذا الخبيث جريَّاً شجاعاً؛ فكمنت له، وقلت: ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل، يطلب منا غرة.

فأقبل مصلتاً بسيفه، في تسعة نفر من اليهود ؛ فشددت عليه، وقتلته، فأفلت أصحابه، ولم يبرحوا قريباً؛ فابعث معي نفراً فإني أرجو أن أظفر بهم.

فبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» معه عشرة، فيهم أبو دجانة سماك بن خرشة ، وسهل بن حنيف ؛ فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن؛ فقتلوهم، وجاؤوا برؤوسهم إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فأمر أن تطرح في بعض آبار بني خطمة .

وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير .

وفي ذلك يقول حسان بن ثابت :

لله أي كــريــهــة أبــلــيـتـهـا            بـبـني قـريـظـة والـنـفوس  تطلع

أردى رئـيـسـهم وآب بـتـسـعة          طـوراً يشـلهم([2]) وطـوراً يـدفـع

إلى أن تقول الرواية: فيئسوا من نصرهم (أي من نصر المنافقين لهم)، فقالوا: نحن نخرج من بلادك الخ..([3]).

قال ابن إسحاق XE "ابن إسحاق" : وقال علي بن أبي طالب، وقال ابن هشام XE "ابن هشام الحميري" : قالها رجل من المسلمين، ولم أر أحداً يعرفها لعلي:

عـرفـت ومـن يـعتـدل يعـرف            وأيـقـنــت حقــاً ولـم  أصـدف

عـن الـكـلم المحكـم اللاء من            لــدى الله ذي الــرأفــــة الأرأف

رسـائـل تـدرس في المـؤمنـين          بـهـن  اصطفى أحمـد المـصـطـفي

فـأصبح أحـمـد فـيـنـا عزيزاً             عــزيــز الـمـقـامــة والمــوقـف

فـيـا أيـهـا الموعـدوه سفـاهـاً           ولـم يـأت جــوراً ولـم  يـعـنـفِ

ألستم تـخـافون أدنى العذاب             ومـــا آمـــن الله  كــالأخـــوف

وأن تـصـرعوا تـحت أسيـافه           كــمــصــرع كعب أبي  الأشرف

غــداة رأى الله  طـغـيـانــــه              وأعــرض كــالجـمـل  الأجـنف

فــأنـزل جـبـريـل فـي  قـتله              بـوحـي إلـى عــبــده  مـلـطـف

فـدس الـرسـول رسـولاً لــه             بـأبــيـض ذي هــبــة مــرهــف

فـبـاتـت عـيـون لـه معولات             مــتــى يــنــع كـعـب لها تذرف

وقـلـن لأحـمـد ذرنـا قليــلاً                فـإنـا مـن الــنــوح لـم نـشـتـف

فـخـلاهـم ثـم قـال اظـعـنوا               دحــوراً عــلــى رغــم  الآنــف

وأجـلى  الـنـضـيـر إلـى غربة           وكــانــوا بــــدار ذوى أخــرف

إلـى أذرعــات ردافــاً وهـم               عــلـى كــل ذي ذمـر  أعــجـف

ونقول:


 

([1]) في مغازي الواقدي، والسيرة الحلبية: دعوه فإنه في بعض شأنكم.

([2]) يشلهم بالسيف: يضربهم ويطردهم.

([3]) راجع ما تقدم في المصادر التالية: الإرشاد للمفيد ص49 ـ 50 و (ط دار المفيد) ج1 ص92 ـ 93 وبحار الأنوار ج20 ص172 و 173 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص196 و 197 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص169 و 170 والمغازي للواقدي ج1 ص371 و 372 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص200 والسيرة الحلبية ج2 ص265 و (ط دار المعرفة) ج2 ص562 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص262 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص322 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص340.

 
   
 
 

موقع الميزان