أبو بكر قائد العسكر

   

صفحة : 328-330   

أبو بكر قائد العسكر:

ما زعمه الواقدي من أن ثمة من قال: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» جعل أبا بكر على العسكر، لا يمكن أن يكون صحيحاً، وذلك لما يلي:

أولاً: ما تقدم في غزوة أحد ، من أن علياً «عليه السلام» كان حامل لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بدر وفي كل مشهد..

ثانياً: إن ما ذكره الواقدي  لم يعرف قائله، ولا مستنده، في حين أن الكثيرين صرحوا: بأن القيادة وراية العسكر في بني النضير ـ بالتحديد، كانت لعلي «عليه السلام»([1]).

ثالثاً: صرحوا أيضاً بأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يؤمر على علي «عليه السلام» أحداً([2]).

رابعاً: لم يكن أبو بكر معروفاً بشجاعة وبسالة، وهو بالأمس قد فر في أحد ، ويبدو أنه بقي معتصماً بالجبل مع طائفة من الفارين إلى أن عاد المشركون إلى بلادهم، كما أنه في بدر نأى بنفسه عن الحرب، وبقي في العريش  محتمياً برسول الله، ومتترساً به .

خامساً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يريد أن يلقي الرعب في قلوب الأعداء، فيسقط بذلك مقاومتهم، ولا يريد أن يعرض أرواح المؤمنين للخطر، فإن كان ولا بد من خسائر، فالمطلوب هو أن تكون في أدنى مستوى ممكن..

وهو يعرف أن ما فعله علي «عليه السلام» في بدر وفي أحد، ثم لحاقه بالمشركين إلى حمراء الأسد ، وفرارهم من مواجهته، قد أصبح على كل شفة ولسان، واصبح اسمه مرعباً، لا سيما لليهود الذين هم أحرص الناس على حياةٍ (أي مهما كانت تافهة، وحقيرة، وذليلة).. فهل يترك علياً والحال هذه، ويجعل قيادة جيشه لمن عرف الناس بهزيمته هنا وتحاشيه للحرب هناك؟!.


 

([1]) الثقات لابن حبان ج1 ص242 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص58 وج2 ص123 ووفاء الوفاء ص689 وتاريخ الخميس ج1 ص461 وعيون الأثر ج2 ص25 وبحار الأنوار ج20 ص165 و 169 عن الكازروني وغيره، وراجع: الكامل في التاريخ ج2 ص74 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص555 وزاد المعاد ج1 ص71 وحبيب السير ج1 ص355 والسيرة الحلبية ج2 ص264 و 265 و (ط دار المعرفة) ج2 ص562 وإمتاع الأسماع ج1 ص189 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص322 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص261 وتفسير القمي ج2 ص359 والصافي ج5 ص154 وج7 ص148 ونور الثقلين ج5 ص272 والأصفى ج2 ص1282 وشرح الأخبار ج1 ص321 والميزان ج19 ص208.

([2]) راجع: مناقب آل أبي طالب ج4 ص223 و (ط المكتبة الحيدرية) ج3 ص351 = = و 404 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص418 ودلائل الإمامة ص261 وشرح الأخبار ج1 ص320 ونوادر المعجزات ص144 ومدينة المعاجز ج5 ص434 والطرائف لابن طاووس ص277 وبحار الأنوار ج37 ص335 وج38 ص79 و 188     وج47 ص127 وج49 ص209 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص121 والنص والإجتهاد ص338 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص96 والغدير ج1 ص212 وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص123 و 135 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص151 ونهج الإيمان ص467 و مسند الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص114 وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص19 وإعلام الورى ج1 ص315 والدر النظيم ص248 وفصل الحاكم في النزاع والتخاصم ص215 وغاية المرام ج2 ص316 والصراط المستقيم ج2 ص9 و 304 والشافي في الإمامة ج2 ص65.

 
   
 
 

موقع الميزان