صفحة : 331   

الشعور بالمسؤولية:

لا شك في أن ثمة قواعد عامة، من شأنها أن تساعد الإنسان على بلوغ أهدافه، وأن تصونه عن المزالق، وتحفظه من المهالك، شرط أن يعيها الإنسان، ويعرف قيمتها، ويحسن الإستفادة منها، من خلال دقة معرفته بمواردها ومصادرها، ومنطبقاتها، وهي تغنيه عن التلقين المستمر، والذي يصبح تكراراً مملاً حين تتشابه الموارد، وتتشابه معالجاتها..

فضلاً عن أن هذا التلقين قد لا يتوفر له، إذ قد يواجه بعض العوائق في الحصول عليه، أو يعرض الخلل في وسائل الوصول إليه، الأمر الذي يؤدي إلى الإخلال بمستوى الطمأنينة لهذا التلقين، أو الإعتماد عليه بسبب الشوائب التي لحقت به..

وأمير المؤمنين «عليه السلام» كان يعرف واجبه وما هو المطلوب منه لمواجهة خطر اليهود ، فكان يندفع لإنجاز ذلك الواجب، معتمداً على الله تعالى، من دون الحاجة إلى إصدار الأوامر له، حين لا يكون لهذه الأوامر أثر في الإعلام بالمطلوب، لأنه عارف به، واقف عليه، فيتمحض تأثيرها في إيجاد الدافع، الذي لا ريب في وجوده لديه أيضاً، في أفضل حالاته وأقصى درجاته.. فيكون تسجيل الأمر في مورده من باب تحصيل الحاصل أيضاً.

وهذا الشعور بالمسؤولية، والإندفاع لانجاز المهمات، لم نجده عند سائر الصحابة الذين كانوا حاضرين مع النبي «صلى الله عليه وآله»، وشهدوا ما شهد علي، وعاينوا ما عاينه، وعرفوا ما عرف..

 
   
 
 

موقع الميزان