وجاء:
أنه لما تزوج علي بفاطمة «عليهما
السلام»، أمر «صلى الله عليه وآله» علياً أن لا يحدث حدثاً
حتى يأتيه، ثم جاء «صلى الله عليه وآله»، فقال: أَثَمَ أخي؟!.
فقالت أم أيمن:
يا رسول
الله، هذا أخوك وزَوَّجْتَه ابنتك؟!
وكان
النبي «صلى الله عليه وآله» آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه.
قال:
إن ذلك
يكون يا أم أيمن([1]).
وهذه الرواية أقرب إلى الاعتبار من تلك الرواية
القائلة:
إنه لما
خطب «صلى الله عليه وآله» ابنة أبي بكر قال له أبو بكر: هل تصلح
له؟! إنما هي بنت أخيه.
فأخبره «صلى الله عليه وآله»:
أنه أخوه
في الإسلام، وهو أخوه، وابنته تصلح له، فأنكحه حينئذٍ أبو بكر
([2]).
فإن النبي
«صلى الله عليه وآله» لم يؤاخ أبا بكر أصلاً، ولا آخى بين أحد من
الناس قبل خطبته عائشة
،
لأنه إنما آخى بين المهاجرين
قبل
الهجرة بقليل، وهو إنما خطب عائشة قبل الهجرة بحوالي ثلاث سنوات،
كما يزعمون. وان كان لنا كلام في ذلك.
ولو كان أبو بكر
يتوهم:
أن أخوة
الإسلام تمنع من ذلك، فهذا يعنى: أن يكون أبو بكر قد بقي عدة
سنوات، بل من أول ظهور الإسلام يعتقد حرمة زواج أي مسلم بمسلمة،
وهذا لا يتوهمه إلا أبو بكر، ولا يخطر ولم يخطر على بال أي من
السذج والبسطاء، فكيف خطر في بال أبي بكر
،
الذي يعتقد فيه البعض كل حنكة وروية، وتعقل وعلم ومعرفة؟!
هذا عدا أننا لم نجده يعترض على زواج أي مسلم بمسلمة على الإطلاق.
([1])
أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص135 والمصنف للصنعاني ج5
ص485 والمعجم الكبير للطبراني ج24 ص137 ومجمع الزوائد ج9 ص209
عن الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. ومناقب الإمام أمير المؤمنين
«عليه السلام» للكوفي ج2 ص216 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج15
ص537 وج30 ص303 و ج18 ص176 و 184 وج25 ص460 و461. وفيه رواية
أخرى لكن الجواب ليس موجوداً.
وراجع: حياة الصحابة ج2 ص46 عن الهيثمي، والصواعق المحرقة ص84
وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص133 وكشف الغمة ج1 ص382 وحياة الإمام
الحسن >عليه
السلام<
للقرشي ج1 ص19.
([2])
راجع: مجمع الزوائد ج9 ص225 عن الطبراني، ورجاله رجال الصحيح
غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث وص226 عن أحمد.
وراجع: فتح الباري ج7 ص176 وج9 ص107 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص195
وأسد الغابة ج5 ص502 وإمتاع الأسماع ج11 ص236 والسيرة الحلبية
ج2 ص43.