خطبة علي عليه السلام بنت أبي جهل

   

صفحة : 61-64   

خطبة علي عليه السلام بنت أبي جهل :

وتذكر خطبة علي «عليه السلام» بنت أبي جهل في السنة الثامنة، ولكننا نذكرها هنا لمناسبتها لحديث الزواج، ولأنها لا ريب في كونها أسطورة وإليك نصها:

في البخاري وغيره، عن المسور بن مخرمة ، قال: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول، وهو على المنبر: إن بني هشام بن المغيرة XE "هشام بن المغيرة"  استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يريد ابن أبي طالب: أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم؛ فإنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها([1]).

وفي البخاري  وغيره أيضاً، عن المسور  : أن فاطمة أتت رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقالت: يزعم قومك: أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح ابنة أبي جهل  .

فسمعته حين تشهد يقول: إني أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها. والله، لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد، فترك علي الخطبة([2]).

وفي رواية أخرى لمسلم والبخاري وغيرهما، أن المسور قال: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» على المنبر وهو يخطب في ذلك، وأنا محتلم، فقال: إن فاطمة مني، وأنا أخاف أن تفتن في دينها..

إلى أن قال: وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حراماً، ولكن والله، لا تجتمع بنت رسول الله، وبنت عدو الله مكانا واحداً أبداً([3]).

وذكر مصعب الزبيري : أن علياً خطب جويرية([4]) بنت أبي جهل ، فشق ذلك على فاطمة، فأرسل إليها عتّاب XE "عتّاب" : أنا أريحك منها؛ فتزوجها؛ فولدت له عبد الرحمن بن عتاب ([5]).

وقال ابن إسحاق : حدثني من لا أتهم: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا ينكح بناته على ضرة([6]).

وعند الحاكم : أن علياً خطب بنت أبي جهل  فقال له أهلها: لا نزوجك على فاطمة([7]).

وعند الطبراني XE "الطبراني" : أنه «عليه السلام» خطب أسماء بنت عميس ؛ فأتت فاطمة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقالت: إن أسماء بنت عميس متزوجة علياً.

فقال: ما كان له أن يؤذي الله ورسوله([8]).

وقد نظم مروان بن أبي حفصة XE "مروان بن أبي حفصة"  هذه القصة في قصيدة يمدح بها الرشيد، فكان مما قال:

وسـاء رسـول الله إذ ســاء بـنـتـه     بـخطـبتـه بـنـت اللعين أبي جهل

فـذم رســول الله صـهـر أبيكـــم         على منبر بالمنطق الصادع الفصل([9])


 

([1]) ذخائر العقبى ص37 والعمدة لابن البطريق ص385 وبحار الأنوار ج29 ص336 وصحيح مسلم ج7 ص141 وسنن ابن ماجة ج1 ص644 وشرح مسلم للنووي ج16 ص2 ونهج الإيمان لابن جبر ص623 ونظم درر السمطين ص176 وسفينة النجاة للتنكابني ص168 وراجع: مطالب السؤول ص36.

([2]) ذخائر العقبى ص38 ومسند أحمد ج4 ص326 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص212 وصحيح مسلم ج7 ص142 وسنن ابن ماجة ج1 ص644 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص308 وفتح الباري ج9 ص286 وعمدة القاري ج16 ص230 ومسند أبي يعلى ج13 ص134 والذرية الطاهرة النبوية للدولابي ص73 والمعجم الكبير للطبراني ج20 ص18 ومسند الشاميين ج4 ص164 وفضائل سيدة النساء لابن شاهين ص34 وأسد الغابة ج5 ص419 وسير أعلام النبلاء ج2 ص133 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص30.

([3]) ذخائر العقبى ص37 ومسند أحمد ج4 ص326 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص47 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج7 ص141 وسنن أبي داود ج1 ص459 وعمدة القاري ج15 ص33 وصحيح ابن حبان ج15 ص407 وكنز العمال ج12 ص106 وأسد الغابة ج4 ص366 وسير أعلام النبلاء ج3 ص392.

([4]) ويقال: اسمها العوراء. ويقال: جرهمة. ويقال: جميلة. ويقال: الحيفاء. راجع فتح الباري ج7 ص68.

([5]) تهذيب الكمال ج19 ص284 وتهذيب التهذيب ج7 ص83.

([6]) سيرة ابن إسحاق ج5 ص237 والذرية الطاهرة النبوية للدولابي ص75 وأسد الغابة ج5 ص521. 

= وراجع هذه النصوص المتقدمة في: صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف. وكتاب الخمس، وكتاب المناقب، وصحيح مسلم ج7 ص141 وفي فضائل فاطمة، ومسند أحمد ج4 ص328 وحلية الأولياء ج2 ص40 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص64 والمستدرك للحاكم ج3 ص158 و 159 وغوامض الأسماء المبهمة ص340 و 341 وسنن ابن ماجة ج1 ص616 وأسد الغابة ج5 ص521 والمصنف للصنعاني ج7 ص301 و 302 و 300 بعدة نصوص، وفي هامشه عن عدد من المصادر، ونسب قريش ص87 و 312 وفتح الباري ج7 ص6 وج9 ص286 وتهذيب التهذيب ج7 ص90 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص88 و 51 وج4 ص64ـ 66 ومحاضرة الأدباء المجلد الثاني ص234 والسيرة الحلبية ج2 ص208 وتلخيص الشافي ج2 ص276 ونقل عن سنن أبي داود ج2 ص326 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص4 ونزل الأبرار ص82 و 83 وفي هامشه عن صحيح البخاري ج2 ص302 و 189 وج3 ص265 وعن الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص698.

([7]) المستدرك للحاكم ج3 ص159 وفتح الباري ج9 ص286.

([8]) المعجم الأوسط للطبراني ج5 ص139 والمعجم الكبير للطبراني ج22 ص405 وج24 ص153 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص365 ومجمع الزوائد ج9 ص203 والآحاد والمثاني ج5 ص363 والدر المنثور ج5 ص215 وفتح القدير ج4 ص300 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص45.

([9]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص65 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج1 ص89.

 
   
 
 

موقع الميزان