وولد الإمام
الحسن «عليه السلام» في النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة،
على ما هو الأقوى.
وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أمرهم أن يلفوه
في خرقة بيضاء فيجيء به إليه، فأخذه «صلى الله عليه وآله» وقبله، وأدخل
لسانه في فيه، يمصه إياه، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وحلق
رأسه، وتصدق بوزن شعره ورقاً
(أي فضة)، وطلى رأسه بالخلوق([1]).
ثم قال:
يا أسماء
، الدم (أي طلي رأس المولد بالدم) فعل الجاهلية([2]).
فأبطل ما كان
من فعل الجاهلية بفعله، حيث ظل رأس المولود بالخلوق بدل الدم، وبقوله
الصريح بكلمته الآنفة الذكر.
وسأل علياً
«عليه السلام»، إن كان قد سماه.
فقال «عليه السلام»:
ما كنت لأسبقك
باسمه.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
ما كنت لأسبق
ربي باسمه.
فأوحى الله إليه:
إن علياً منك
بمنزلة هارون من موسى ؛ فسمه باسم ابن هارون .
قال:
وما كان
اسمه؟!
قال:
شبر
.
قال:
لساني عربي.
قال:
سمه: «الحسن»،
فسماه الحسن ([3]).
وعق «صلى الله
عليه وآله» عنه بكبشين.
وقيل:
بكبش.
وقيل:
إن فاطمة
«عليها السلام» هي التي عقت عنه، وهو بعيد، مع وجود أبيها وزوجها
عليهما الصلاة والسلام.
بقي أن نشير
هنا إلى ما يلي:
إنه قد ورد في عدد من الروايات ذكر لأسماء بنت عميس
XE "أسماء
بنت عميس"
، بمناسبة
ولادة الإمام الحسن XE "الإمام
الحسن"
«عليه السلام»([4]).
مع أن أسماء كانت حين ولادته «عليه
السلام»
في الحبشة XE "الحبشة:أماكن"
، وقد
أرضعت هناك ابن النجاشي XE "ابن
النجاشي"
، فعظمت منزلتها لدى أهل تلك البلاد([5]).
ونقول:
إن الرواة، هم الذين زادوا كلمة:
«بنت عميس» تبرعاً
من عند أنفسهم، جرياً
على عادتهم، لأنها هي الأعرف عندهم.
والمقصود
هنا:
هو أسماء بنت يزيد الأنصارية XE "أسماء
بنت يزيد الأنصارية"
، وليس هذا الإشتباه إلا في بعض الروايات، فإن رواية
عيون أخبار الرضا([6])
لا تحريف فيها.
وقد اشتبه الأمر على المحقق التستري
XE "المحقق
التستري"
هنا([7])
بسبب قراءته للخبر، فإن السجاد
XE "الإمام
السجاد"
«عليه
السلام» يروي عن أسماء بنت عميس XE "أسماء
بنت عميس"
، وهي تروي عن
أسماء بنت يزيد الأنصارية، عن فاطمة XE "فاطمة"
XE "أسماء
بنت يزيد الأنصارية"
.
والكلام في
الرواية تارة يكون للسجاد XE "الإمام
السجاد"
، فيكون مراده
بنت عميس XE "أسماء
بنت عميس"
، وأخرى يكون
لبنت عميس، فيكون مرادها أسماء الأنصارية XE "أسماء
بنت يزيد الأنصارية"
.
كما أن قولها في الرواية:
«فدفعته» قرأه
المحقق التستري XE "المحقق
التستري"
بصيغة
المتكلم، على اعتبار أن التاء فيه ضمير الفاعل، مع أنها ساكنة، وهي تاء
التأنيث، فراجع الرواية، وتأمل.
([1])
الخلوق: نوع من الطِيب.
([2])
راجع: بحار الأنوار ج43 ص239 وج101 ص111 ومستدرك سفينة البحار
ج2 ص299 ومسند زيد بن علي ص468 ومستدرك الوسائل ج15 ص144
ومناقب آل أبي طالب ج3 ص189 وعيون أخبار الرضا «عليه السلام»
ج1 ص29 والأنوار البهية ص85 ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج1
ص149 وحياة الإمام الرضا «عليه السلام» للقرشي ج1 ص250 وروضة
الواعظين ص154 ووسائـل
الشيـعـة
(ط مؤسسة آل البيت) ج21 ص408 و (ط دار
= =
الإسلامية) ج15 ص139 وجامع أحاديث الشيعة ج21
ص341 وتاريخ الخميس ج1 ص418.
فيظهر: أنهم كانوا في الجاهلية يطلون رأس
المولود بالدم، فهو
>صلى
الله عليه وآله<
هنا ينهى عن ذلك.
([3])
بحار الأنوار ج43 ص238 و 240 وعلل الشرايع ج1 ص137 و 138
ومعاني الأخبار ص57 والأمالي للصدوق ص197 والجواهر السنية للحر
العاملي ص238 و 243 و 244 وإعلام الورى ج1 ص411 وغاية المرام
ج2 ص75= = و 114 وشرح إحقاق الحق (المحقات) ج5 ص216 وج16 ص12
والأنوار البهية ص86 وجامع أحاديث الشيعة ج21 ص340 و 344
وتاريخ الخميس ج1 ص418 وغير ذلك. وليراجع مناقب ابن شهرآشوب
XE "ابن
شهراشوب"
عن مسند أحمد، وتاريخ البلاذري
XE "البلاذري"
، وفردوس الديلمي.
ويقول
بعض المحققين: إنه لم يجد في التوراة اسم شبر وشبير لابني
هارون، وقد ذكرت قصة أبناء هارون مفصلاً.
([4])
تاريخ الخميس ج1 ص417 و 418 وذخائر العقبى، وبحار الأنوار ج43
ص239 و 255 وج101 ص111 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص299 ومسند زيد
بن علي ص468 ومستدرك الوسائل ج15 ص144 ومناقب آل أبي طالب ج3
ص189 وعيون أخبار الرضا «عليه السلام» ج1 ص29 والأنوار = =
البهية ص85 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» للعطـاردي ج1
ص149 وحياة الإمام الرضا «عليه السلام» للقرشي ج1 ص250 وروضة
الواعظين ص154 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج21 ص408 و (ط
دار الإسلامية) ج15 ص139 وجامع أحاديث الشيعة ج21 ص341.
([5])
نسب قريش لمصعب الزبيري ص81 وتهذيب الكمال ج14 ص368 والإصابة
(ط دار الكتب العلمية) ج4 ص36 وراجع: إعلام الورى ج1 ص117.
([6])
الأخبار الدخيلة ص13 و 14 عن العيون ص195.
([7])
راجع: الأخبار الدخيلة ص13 و 14.
|