علي عليه السلام لم يقتل كبش كتيبة المشركين

   

صفحة : 179   

علي عليه السلام لم يقتل كبش كتيبة المشركين:

وقولهم: إن علياً «عليه السلام» لم يقتل كبش كتيبة المشركين، لأن الرحم عطفته عليه.. لا يصح.

والصحيح هو: أنه استحيا حين ظهرت عورته، بعد أن ناشده الرحم، فلاحظ:

أولاً: إنه «عليه السلام» لم يكن ليرحم من حادّ الله ورسوله.. خصوصاً إذا كان كبش كتيبة المشركين، لأن ذلك يكون أدعى لقتله، ولعل الصحيح هو أنه قيل له: ألا أجزت (أي أجهزت) عليه؟!

فقال: ناشدني الله والرحم، ووالله لا عاش بعدها أبداً»([1])..

وربما يقال: إن انصرافه عنه ليس لأجل عطفه عليه، بل لأجل أن يعرفه أن الإسلام لا يقطع الأرحام، بل يرعاها ويراعيها، ليكون ذلك زيادة في حسرة ذلك الخبيث الذي أصبح بحكم الميت..

ثانياً: إنه إذا كان سيف علي «عليه السلام» قد بلغ من ذلك المشرك موضع لحيته، فإنه لن يكون قادراً على مناشدة علي «عليه السلام» ولا غيره.. إلا إن كانت المناشدة قد حصلت قبل ذلك..

ثالثاً: إن الرواية تذكر أنه استقبله بعورته فانصرف عنه، فيكون انصرافه عنه تكرماً ونبلاً، وطاعة لله تعالى.. بعد أن أصبح في غنى عن «التدفيف» عليه، ولو أراد ذلك فسيشاهد منه، ما لا يحسن مشاهدته..

وقد ابتلي «عليه السلام» بمثل هذا البلاء مرة أخرى مع عمرو بن العاص في حرب صفين ، الذي توصل بإظهار عورته للنجاة بنفسه، لأنه يعلم أن علياً «عليه السلام» يربأ بنفسه عن مثل ذلك([2])..


 

([1]) الإرشاد للمفيد (ط دار المفيد  ج1 ص86 وبحار الأنوار ج20 ص86 عنه.  

([2]) هذه القصة معروفة ومشهورة لا تحتاج إلى ذكر مصادرها.

 
   
 
 

موقع الميزان