إن هذا الذي ذكرناه يضع علامة استفهام حول صحة ما يذكر،
من أن سيف عبد الله بن جحش
انقطع، فناوله
«صلى
الله عليه وآله»
عرجوناً (وهو أصل العذق الذي يعوج، وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل
يابساً([1]))
فعاد سيفاً، حيث يبدو لنا: أن المقصود بوضع هذا النص هو التخفيف من وهج
سيف ذي الفقار، الذي يقال إنه كان في الأصل جريدة نخل عتيقة يابسة،
فصارت سيفاً، هو ذو الفقار، فإن القضية هي نفسها تلك، ولكن بدلت
الأسماء فيها، لتضيع الحقيقة فلا يعرف صاحب القصة الحقيقي، هل هو علي
«عليه السلام» أو عبد الله بن جحش..
وقد عودنا شانئوا علي «عليه
السلام» على أن يغيروا باستمرار على فضائله وكراماته، ثم يمنحونها لهذا
أو ذاك..
يزيد شكنا
بقصة عرجون بن جحش:
أنهم تارة يذكرون أن أهل عبد الله بن جحش
ما
زالوا يتوارثون هذا السيف، ويسمى (العرجون)، حتى بيع لبغا التركي
بماءتي
دينار، وأخرى يذكرون: أن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
ولي تركة عبد الله بن جحش
،
واشترى منها سيفه العرجون، فاشترى لأمه مالا بخيبر
.
ويزيد الأمر
إشكالاً:
أن قصة العرجون كما تذكر لعبد الله بن جحش
،
فإنها تذكر أيضاً لعكاشة بن محصن
في
واقعة بدر
([2]).
فأي ذلك هو الصحيح؟!.
([1])
راجع: أقرب الموارد، مادة عرجون. والصحاح للجوهري ج6 ص2164
ولسان العرب ج13 ص284 ومختار الصحاح لمحمد بن عبد القادر ص223
والجامع لأحكام القرآن ج15 ص31 وفتح القدير ج4 ص370 وسبل الهدى
والرشاد ج4 ص152.
([2])
راجع ما تقدم في: تاريخ الخميس ج1 ص424 والمغازي للواقدي ج1
ص219 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج15 ص18 و الإستيعاب (ط دار
الجيل) ج3 ص879 وأسد الغابة ج3 ص132 والإصابة ج4 ص32 وتاريخ
الإسلام للذهبي ج2 ص185 وعيون الأثر ج1 ص427 وسبل الهدى
والرشاد ج4 ص240 وج10 ص9.
|