علي عليه السلام لم يرفع صوته

   

صفحة : 257-258   

علي عليه السلام لم يرفع صوته:

قولهم: إن علياً «عليه السلام» قد رفع صوته بالخبر، رغم أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان قد أوصاه بخلاف ذلك، لا يمكن قبوله..

فإننا نجل علياً «عليه السلام» الذي كان يتبع النبي «صلى الله عليه وآله» اتباع الفصيل إثر أمه ـ على حد تعبير علي «عليه السلام» نفسه ـ عن أن يرتكب مثل هذه المخالفة لأمر نبوي صريح.

ومما يدلل على كذب هذا الإدعاء، ويؤكد طاعته «عليه السلام» المطلقة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» أنه حين قال له النبي «صلى الله عليه وآله» في خيبر: اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. مشى هنيهة، ثم قام، ولم يلتفت للعزمة، ثم قال: على ما أقاتل إلخ([1])..

ولعله لأنه «عليه السلام» ملتزم بالدقة في تنفيذ أوامر النبي «صلى الله عليه وآله» بادر «عليه السلام» في قصة مأبور في حديث الإفك إلى سؤال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: تأمرني بالأمر أكون فيه كالسكة المحماة؟! أم الحاضر يرى ما لا يراه الغائب؟!([2]).

ولعله لأجل هذه الإنضباطية الدقيقة والمطلقة في تنفيذه أوامر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، نهى «صلى الله عليه وآله» المقداد  حين أرسله إليه، حيث كان في مهمة قتالية ـ أن يناديه من خلفه([3]).

فمقصود هؤلاء المحرفين هو: إظهار علي «عليه السلام» بصورة من يخالف أوامر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما يخالفها غيره.. فلا معنى للقول: بأنه يتميز عن غيره في طاعته له «صلى الله عليه وآله».. لا سيما إذا كان الصحابة كلهم يحجمون عن الإستجابة لطلبه «صلى الله عليه وآله» أن يذهب أحدهم لاستعلام خبر المشركين، كما أحجموا عن عمرو بن عبد ود في حرب الخندق ، وفي قصة الإتيان بالماء من المهراس.


 

([1]) راجع: صحيح ابن حبان ج15 ص380 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص84 و 85 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج22 ص658 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص503.

([2]) أسد الغابة ج5 ص543 والإحكام لابن حزم ج3 ص268 والبداية والنهاية ج3 ص304 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص325 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص602 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص219 ومسند أحمد ج1 ص83 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج4 ص1912 وكنز العمال ج5 ص454 = = و 773 و 803 وكشف الخفاء ج2 ص3 وفيض القدير ج4 ص226 وشرح نهج للمعتزلي ج10 ص262 والأمالي للمرتضى ج1 ص77 و (ط مكتبة المرعشي) ج1 ص54 و 55 والأمالي للطوسي ص338 وبحار الأنوار ج21 ص70 وج22 ص53 و 167 وج38 ص301 وج42 ص186 ومكارم الأخلاق ص252 والكافي ج8 ص349 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص297 و والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص441 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص324 ودلائل الإمامة للطبري ص387 وصفة الصفوة ج2 ص78 و 79 وكشف الأستار عن مسند البزار ج2 ص188 و 189 ومجمع الزوائد ج4 ص329 ورسالة حول خبر مارية للمفيد ص16 ومدينة المعاجز ج7 ص270 ومجمع البيان ج9 ص220 والتاريخ الكبير للبخاري ج1 ص177 وتاريخ مدينة دمشق ج54 ص416 وفضائل أمير المؤمنين لابن عقدة ص79.

([3]) قرب الإسناد ص76 و (ط مؤسسة آل البيت) ص121 وبحار الأنوار ج73 ص223 و 325 وراجع: المصنف للصنعاني ج5 ص217.

 
   
 
 

موقع الميزان