صفحة : 260-261   

إيحاءات حاقدة:

وتزعم بعض رواياتهم: أن كعب بن مالك لما رأى النبي «صلى الله عليه وآله» نادى يبشر الناس بسلامته «صلى الله عليه وآله»، فنهض إليه الصحابة الذين كانوا على الجبل، عند صخرة هناك، وفيهم: أبو بكر ، وعمر وعلي، والزبير ، وسعد ، والحارث بن الصمة ([1]).

وفي نص آخر: انه «صلى الله عليه وآله» لما رأى أصحاب الصخرة فرح بهم وفرحوا به، لأنه رأى من يمتنع به.

ويبدو أنهم لم يعرفوه في البداية، فوضع أحدهم سهماً في قوسه، وأراد أن يرميه، فقال «صلى الله عليه وآله»: أنا رسول الله([2]).

ونقول:

1 ـ إن ذكر علي «عليه السلام» إن لم يكن غلطاً ولا عفوياً، بل هو تزوير عمدي حاقد، يريد أن يوحي بأنه «عليه السلام» كان مع الفارين إلى الجبل، وأصعدوا فيه حتى بلغوا الصخرة.

مع أن الحقيقة: هي أنه كان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» لحظة بلحظة، وهو الذي دفع عنه كتائب المشركين، وقتل فراعنتهم، واضطرهم إلى الإنكفاء، والإنسحاب من المعركة.

2 ـ لا معنى لقولهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» فرح بهم حين وجدهم، لأنه رأى من يمتنع به، فإنهم لم يمنعوه قبل ذلك، واعتصموا بالجبل، وفروا عنه وأسلموه إلى الأخطار..

3 ـ إن وجود هؤلاء فوق الصخرة إلى هذا الوقت، الذي وصلت فيه المعركة مع العدو إلى نهاياتها، يشهد على أنهم لم يرجعوا إلى القتال كما رجع غيرهم.


 

([1]) تاريخ الأمم والملوك ج2 ص200 والكامل في التاريخ ج2 ص157 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص39 وإمتاع الأسماع ج13 ص254 والسيرة النبوية لابن إسحاق ج3 ص309 وعيون الأثر ج1 ص420 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص68 والثقات لابن حبان ج1 ص229 وكتاب الأوائل للطبراني ص75 والدرر لابن عبد البر ص150 وجامع البيان ج4 ص182 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص207 و 208 وراجع: بحار الأنوار ج20 ص28 والفصول المهمة في تأليف الأمة ص119 والنص والإجتهاد ص343 وتفسير السمرقندي ج1 ص276 وتفسير الثعلبي ج3  ص177 وتفسير البغوي ج1 ص358 وتفسير الآلوسي ج4 ص73 و 91.

([2]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص518 وجامع البيان ج4 ص149 و 181 وتفسير الثعلبي ج3 ص186 وتفسير البغوي ج1 ص363 والدر المنثور ج2 ص87 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص26 = = والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص45 وفتح الباري ج7 ص271 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص202.

 
   
 
 

موقع الميزان