علي عليه السلام
يروي لنا
:
عن علي «عليه السلام»، قال:
«كنا مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة
، ومعها كسرة خبز، فدفعتها إلى النبي «صلى الله عليه وآله» وقال النبي
عليه
وعلى
آله الصلاة والسلام: ما هذه الكسرة؟!
قالت:
قرصاً
خبزتها للحسن
والحسين
، جئتك منه بهذه الكسرة.
فقال النبي
«صلى الله عليه وآله»:
أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث([1]).
ونقول:
قد دلنا هذا
الحديث على أمور عديدة، نذكر منها:
1 ـ
إنه حين يروي أمير المؤمنين لنا أمراً ما، فلا بد أن يكون له أهمية
بالغة، ودلالات هامة، يريد لنا أن نلتفت إليها ونقف عليها..
2 ـ
إن ذلك يشير إلى إهتمام فاطمة الزهراء بأبيها، حتى إنها لتؤثره بكسرة
من قرص
خبزتها للحسن والحسين
«عليه
السلام»، الذين كان عمرهما في حدود سنة وأزيد منها بأشهر قليلة..
3 ـ
إن جهره «صلى الله عليه وآله» بأن هذه الكسرة هي أول طعام دخل فمه منذ
ثلاثة أيام يعطي أنه يريد أن يواسى أولي الحاجة من أصحابه، على قاعدة:
هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي على تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو
باليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً
وحولي بطون غرثى، وأكباد حرى، أو اكون كما قال القائل:
وحسبـك داء أن
تـبـيـت ببطـنـة وحـولـك أكبـاد تحـن إلى الـقــد
أأقنع من نفسي أن يقال أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في
مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش؟!([2]).
([1])
عيون أخبار الرضا ج2 ص40 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص43 وذخائر
العقبى ص47 وبحار الأنوار ج16 ص225 وج20 ص245 ومستدرك سفينة
البحار ج2 ص133 وينابيع المودة ج2 ص136 وصحيفة الإمام الرضا
«عليه السلام» (ط دار الأضواء) ص71 و 72 ومسند الإمام الرضا
للعطاردي ج1 ص143 و 330 ومسند زيد بن علي ص461 وشرح إحقاق الحق
(الملحقات) ج10 ص286.
([2])
نهج البلاغة (بشرح عبده) ج3 ص72 ومستدرك الوسائل ج16 ص301
وبحار الأنوار ج33 ص474 وج40 ص341 وجامع أحاديث الشيعة ج23
ص273 ونهج السعادة ج4 ص36 وشرح نهج البلاغـة
للمعتزلي ج16 ص287.
|