وقد ذكرت
بعض النصوص زيادة على ما تقدم:
أن علياً «عليه
السلام»
عرض على عمرو
خصلتين، وهما:
الإسلام، فرفضه،
أو النزال، فاعتذر بالخلة بينه وبين أبي طالب
، أو بغير ذلك([1]).
لكن بعض الروايات ذكرت:
أنه عرض عليه
ثلاث خصال. وأنه «عليه السلام» قال: يا عمرو
، إنك
كنت تقول في الجاهلية: لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها.
قال:
أجل.
قال علي:
فإني أدعوك
إلى:
أن
تشهد أن
لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتسلم لرب العالمين.
قال:
يا ابن أخي،
أخِّر
عنى هذه.
قال:
وأخرى، ترجع
إلى بلادك، فإن يك محمد صادقاً
كنت أسعد
الناس به، وإن يك كاذباً
كان الذي تريد.
وفي نص آخر:
كفتهم ذؤبان
العرب أمره.
قال:
هذا ما لا
تحدث به نساء قريش أبداً،
وقد نذرت ما نذرت، وحرمت الدهن([2]).
قال:
فالثالثة؟!
قال:
البراز.
فضحك عمرو ، وقال:
إن
هذه لخصلة ما كنت أظن أن أحداً
من
العرب يرومني عليها، فمن أنت؟!
قال:
أنا علي بن
أبي طالب.
قال:
يا ابن أخي،
من أعمامك من هو أسن منك، فإني
أكره
أن أهريق دمك.
فقال علي «عليه السلام»:
لكني ـ والله
ـ لا أكره أن أهريق دمك.
فغضب عمرو،
فنزل عن فرسه وعقرها، وسل سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضباً،
واستقبله علي بدرقته الخ...
أما المفيد وغيره،
فقالوا:
إن عمرواً
قال
لعلي «عليه
السلام»:
إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك لي نديماً.
وعند الواقدي قال:
«فأنت غلام حدث، إنما أردت شيخي قريش
: أبا
بكر وعمر.
فقال علي «عليه السلام»:
لكني أحب أن
أقتلك، فانزل
إن شئت، فأسف عمرو
، ونزل، وضرب
وجه فرسه حتى رجع» انتهى.
وعند آخرين:
أنه
عرقب فرسه، وضرب علياً «عليه
السلام»
بالسيف، فاتقاه بدرقته، فقطها،
فثبت
السيف على رأسه.
وقال القمي وغيره:
فقال له «عليه السلام»: أما كفاك أني بارزتك، وأنت فارس العرب، حتى
استعنت علي بظهر؟!.
فالتفت عمرو
إلى
خلفه، فضربه على ساقيه، فقطعهما جميعاً.
وعبارة
حذيفة هكذا:
«وتسيف
علي رجليه بالسيف من
أسفل،
فوقع على قفاه»([3]).
وتستمر رواية القمي
فتقول:
وارتفعت
بينهما عجاجة، فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب، ثم انكشفت العجاجة،
فنظروا، فإذا أمير المؤمنين «عليه السلام» على صدره آخذ بلحيته، يريد
أن يذبحه.
فذبحه، ثم أخذ
رأسه، وأقبل إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والدماء تسيل على
رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم، وهو يقول والرأس بيده:
أنــــا
علي وأنـــا
ابـــن
المـطـلـب
المـوت
خـيـر
لـلـفـتـى
من الهرب
فقال له «صلى الله عليه وآله»:
يا علي،
ماكرته؟!.
قال:
نعم يا رسول
الله، الحرب خدعة.
وينقل المفيد عن جابر
، ونقله غيره من دون تصريح باسم الراوي قوله:
فثارت بينهما قترة، فما رأيتهما. فسمعت التكبير تحتها، فعلمت أن علياً
«عليه السلام» قد قتله.
فانكشف
أصحابه، حتى طفرت خيولهم الخندق.
وتبادر أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» حين سمعوا
التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد الله الخ..([4]).
وعند
المعتزلي :
ثارث الغبرة، وسمعوا التكبير من تحتها، فعلموا أن علياً قتل عمرواً
، فكبر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكبر المسلمون
تكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين([5]).
وروي:
أن عمرواً
جرح
رأس علي «عليه السلام»، فجاء إلى رسول الله «صلى
الله عليه وآله»،
فشده، ونفث فيه،
فبرئ وقال: أين
أكون
إذا خضب هذه من هذه؟!([6]).
وفي القاموس
وغيره:
كان علي ذا
شجتين في قرني رأسه،
إحداهما:
من عمر بن عبد ود
،
والثانية: من ابن ملجم
،
ولذا يقال له: ذو القرنين([7]).
وعنه «عليه
السلام» أنه قال عن عمرو
:
«وضربني هذه الضربة. وأومأ بيده إلى هامته»([8]).
([1])
راجع عرض الخصلتين على عمرو، ثم قتل علي «عليه السلام» له في
المصادر التالية: الإرشاد للمفيد ص58 و (ط دار المفيد
XE "المفيد"
) ج1
ص98 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص198 و 202 والكامل في التاريخ ج2
ص181 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص239 و240 وشرح الأخبار ج1 ص295
و 323 والدر النظيم ص163 والبداية والنهاية ج4 ص105 و (ط دار
إحياء التراث العربي) ج4 ص120 وبحار الأنوار ج20 ص253 و 254
والسيرة النبوية لدحلان = = ج2 ص6 و 7 وبهجة المحافل وشرحه ج1
ص266 و 267 ونهاية الأرب ج17 ص173 و 174 وكنز العمال ج10 ص288
والإكتفاء للكلاعي ج2 ص166 و 167 وعيون الأثر ج2 ص61 و (ط
مؤسسة عز الدين) ج2 ص40 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص236 و
(مكتبة محمد علي صبيح وأولاده) ج3 ص 709 وتهذيب سيرة ابن هشام
ص193 و 194 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص436 و 437 والسيرة
الحلبية ج2 ص319 والمستدرك للحاكم ج3 ص32 وتفسير الثعلبي ج8
ص15 وتفسير البغوي ج3 ص513 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص341
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص203 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص78
وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص290 ومطالب السؤول ص207 وكشف اليقين
ص133 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص372 وج18 ص106 وج32 ص336
و 364.
([2])
زاد في نص القمي: ولا تنشد الشعراء في أشعارها: أنه جبن ورجع،
وخذل قوماً رأَّسوه عليهم. راجع: تفسير القمي ج2 ص184 والصافي
ج4 ص176 وج6 ص27 ونور الثقلين ج4 ص252. وعند المعتزلي
XE "ابن
أبي الحديد المعتزلي"
: إذن
تتحدث نساء قريش XE "قريش:جماعات"
عني:
أن غلاماً خدعني. راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص64
وبحار الأنوار ج39 ص6 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص374.
([3])
راجع عبارة حذيفة في: مجمع البيان ج8 ص343 و (ط مؤسسة الأعلمي)
ج8 ص132 وبحار الأنوار ج20 ص204 وج 41 ص90 ومناقب آل أبي طالب
ج3 ص136 و 137 والميزان ج16 ص298.
([4])
راجع فيما تقدم بتفصيل أو إجمال المصادر التالية: سبل الهدى
والرشاد ج4 ص534 والإرشاد للمفيد ص59 و 60 وكشف الغمة للأربلي
ج1 ص204 و 203 وإعلام الورى ص194 و 195 وتفسير القمي ج2 ص181 ـ
185 وبحار الأنوار ج20 ص225 ـ 228 و 203 فما بعدها وص254 ـ 256
وج41 ص90 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص6 و 7 والسيرة الحلبية ج2
ص319 والمغازي للواقدي ج2 ص470 و471 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي
ج19 ص63 و46 وبهجة المحافل = = وشرحه ج1 ص266 و 267 وحبيب
السير ج1 ص361 وتاريخ ابن الوردي ج1 ص162 والمختصر في أخبار
البشر ج1 ص135.
وراجع
المصادر التالية: شواهد التنزيل (ط سنة 1411 ه. ق) ج2 ص11
وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص239 والسيرة النبوية لابن
كثير ج3 ص203 وتاريخ الخميس ج1 ص487 والبدء والتاريخ ج4 ص218
والإكتفاء للكلاعي ج2 ص166 وشرح الأخبار ج1 ص295 و 296 وكنز
العمال ج10 ص290 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص139.
([5])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص284 والغدير ج7 ص212 والعثمانية
للجاحظ ص332 وغاية المرام ج4 ص272 وشرح إحقاق الحق (الملحقات)
ج20 ص626.
([6])
مناقب آل أبي طالب ج2 ص220 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص61
وبحار الأنوار ج38 ص299.
([7])
تاريخ الخميس ج1 ص487 وتـاج العروس ج9 ص307 و (ط دار الفكر)
ج18 ص447 والنهاية لابن الأثير ج4 ص52 و 51 والقاموس المحيط ج4
ص258 ولسان العرب ج13 ص332 و 333 والغارات للثقفي ج2 ص744
والكنى والألقاب ج2 ص257 وراجع: المستدرك للحاكم ج3 ص123 لتجد
حديث: إنك لذو قرنيها. وكذا نوادر الأصول ص307.
([8])
الخصال ج2 ص368 و 369 وبحار الأنوار ج20 ص244 وج38 ص171 ومصباح
البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص126 وشرح الأخبار ج1 ص288
والإختصاص للمفيد ص167 وحلية الأبرار ج2 ص364 وغاية المرام ج4
ص319.
|