صفحة : 93   

أين المخلصون؟!:

ويبقى هنا سؤال: أين كان المخلصون الأوفياء، والأبرار الأتقياء من أصحاب خاتم الأنبياء: كالمقداد ، وعمار وسواهما عن إجابة طلب رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمبارزة عمرو بن عبد ود ، وقد وعدهم «صلى الله عليه وآله» بالجنة؟!

ونجيب:

أولاً: لم تصرح الروايات بحضور هؤلاء الأشخاص بين ذلك الجمع، فلعلهم غابوا لأعذار مختلفة، كالمرض، والسفر، ولعل بعضهم بقي في المدينة لحراستها من بني قريظة .

ثانياً: لقد رتب النبي «صلى الله عليه وآله» على أبواب الخندق الثمانية لحراستها أشخاصاً من قبائل شتى، كما أن من الطبيعي أن يكون للجيش المرابط حراس يمنعون الأعداء من الإيقاع بالمسلمين على حين غفلة منهم.. فلعل هؤلاء المخلصين كانوا من هؤلاء، أو من أولئك..

ولكن مما لا شك فيه: هو أن معظم المسلمين كانوا عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وفيهم الطامحون والطامعون، وأصحاب الدعاوى العريضة.. وقد تحداهم عمرو ومن معه، وطلب النبي «صلى الله عليه وآله» منهم مبارزته، فلم يستجب منهم أحد..

ثالثاً: لم يكن هؤلاء الذين تذكر أسماؤهم يدَّعون، ولا كان أحد يدَّعي لهم أنهم يقدرون؛ على مواجهة عمرو بن عبد ود . كما أنهم لا يرشحون أنفسهم لمقامات تفرض اتصافهم بصفات معينة، التي منها العلم الشامل، والعصمة، والشجاعة التي تفوق شجاعة البشر كلهم.

 
   
 
 

موقع الميزان